الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

جهل شامل

حياة ابو فاضل
A+ A-

تكاد لا تصدق ما تسمع وما تشاهد على ارض عالم عربي، اسلامي، كما يصرّ المؤمنون على تسميته، وما لاحظوا بعد ان لا جغرافية الارض منقسمة الى ما ينتمي الى هذا او ذاك الدين، ولا انسان هذا المكان يختلف شكلا او جهلا عن انسان مساحة اخرى، ويجمعهم رغما عنهم ايمان بخالق رحمن رحيم، يذكرونه قبل اي خطوة يقومون بها، حتى عند خوض حروب بترولية قناعها ديني، هادرة على وقع سفك الدماء، دماء الاخوة بالطبع، وان اختلفت المذاهب والعقائد


احياناً.
تكاد لا تصدق ان انسان القرن الحادي والعشرين بكل ما تحمل هذي القرون الطويلة من تقدم في حقول العلوم على انواعها، والفلسفة على انواعها، والفنون على انواعها، لا يزال يخوض حروب الفتوحات الدينية النفطية التي ما بلغت قبل قرون ما بلغت اليوم من وحشية. وقد لا تفي الكلمة بوصف "يليق" بما يحصل، حتى ان وحوش الغاب الكاسرة باتت تتمتع ببعض "انسانية" اكتسبتها بعد ألفيات تطور بطيء. فصار على الانسان اضافة مفردات جديدة تصف ما يفعله فوق كوكب سيلفظه كي يستريح من سمومه الفاتكة وعلى رأسها "الصهيونية" التي ما توقفت يوما عن تلفيق الاسباب الكاذبة لتعتدي على انسان مناطقنا، تهدم اماكنه، وتبيد اطفاله بحماية غرب لا يقل اجراما عنها، يؤكد لها كل صباح تأييد حقوقها في الدفاع عن امنها الزائف الخيالي في وطن افتراضي مهما طال زمن اقامته في ربوعنا.
ولا يتدخل حكام كل القبائل البشرية شرقاً وغرباً لإيقاف المجازر في سوريا والعراق وفلسطين، ولا كل الاديان التي التزم الانسان تطبيق ارشادها وثنياً حتى يومنا. فكيف يمارس المؤمنون القتل باسم الله الواحد الاحد؟ وكيف اختلط حابل الوعي الانساني بنابل جهل بدائي ليوجد كل هذا البؤس والظلم والإفناء المبرمج؟ ألهذا وجد الانسان على كوكب الارض ليظل يتنقل بين سفك الدماء بالسلاح الابيض والابادة الجماعية بالسلاح النووي حيث يقتل الانسان وهو يكبّر قاتلاً أو مقتولاً؟ ما رأي جدّنا ابرهيم الذي تنسب اليه الاديان السماوية في مجزرة أبدية تهدم الاوطان وتبتلع الاطفال؟ أهي "حياة" أم مشروع إفناء بلا نهاية يتجدد في غزة كل صيف كما تشاهدون؟
مُحبط الى حد البكاء ما بلغه الضمير الانساني من انحدار، ومؤسف كيف أخذت شهوة التسلط والسلطة انسان هذا الزمن الى مساحات انحطاط غاب عنها الضمير. وكم مؤسف استغلال الانسان ادياناً أخذته الى مساحات عداء قاتل، وما بلغت ولن تبلغ عتبات الرأفة المقدسة. تكاد لا تصدق على أي درجة تخلف يقف انسان هذا الزمن، عربياً وغير عربي، فتنسحب الى هدوء "القلب" حيث مَن سيهمس لك ان
الارض الأم ستنفض عنها مَن ينتمي الى ظلام فكر وأداء
بشري يخط اليوم بيده فصولاً سوداء من حكاية وجوده الارضي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم