الرئيس اليمني زار عمران: طي صفحة الماضي و23 مليون دولار لإعادة الإعمار

زار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي محافظة عمران، في أول زيارة لمسؤول يمني رفيع بعد أيام من تسليم مسلحي جماعة "انصار الله " الحوثية أكثر المرافق والمؤسسات المدنية والعسكرية التي سيطروا عليها، إثر معارك ضارية مع مسلحي الإخوان المسلمين وقوات الجيش المولية لتنظيم الإخوان.

ووصل هادي وسط إجراءات امنية مشددة في رفقة عدد من قادة الجيش والمسؤولين المحليين والوجهاء، غير أن الزيارة اشاعت حال اطمئنان لدى سكان المحافظة، خصوصا بعد دعوة هادي "النازحين إلى العودة إلى ديارهم في إطار جهود تطبيع الأوضاع وتأكيده اعتماد خمسة مليارات ريال (نحو 23 مليون دولار) لإعادة اعمار المنشآت والمرافق الخاصة والعامة التي تدمرت نتيجة المواجهات الاخيرة إلى شروع الحكومي في خطة لإعادة الخدمات الأساسية.

ودخل الرئيس هادي إلى مقر المجتمع الحكومي حيث رأس اجتماعا حضره عدد من الوزراء في الحكومة والهيئة القيادية في المجلس البلدي، وأعلن تدشين خطة اعادة تطبيع الأوضاع وإعادة الخدمات في مختلف القطاعات التي تضررت جراء المواجهات الأخيرة، واكد أن زيارته "تمثل رسالة إلى ابناء الشعب اليمني بأن محافظة عمران تنعم بالأمن والاستقرار".

وكشف هادي عن فحوى" اتفاق كامل يقضي بالانسحاب الكامل لسائر الأطراف الجماعات المسلحة من المحافظة وبسط نفوذ الدولة وتنفيذ السلطة المحلية المشاريع الخدمية والتنموية".

ولفت إلى أن "هناك ثوابت وطنية يجمع عليها أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم متمثلة في النظام الجمهوري والوحدة والنهج الديمقراطي ومقررات الحوار الوطني الشامل بما يحقق الأهداف الوطنية المنشودة لصنع الغد الأفضل والمستقبل المشرق".

وطالب "سائر القوى والأطراف بالتنافس بالبرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تفيد المجتمع والمواطنين" واعتبار ما حدث في محافظة عمران درسا من الماضي " يستلهم منه الجميع الدروس وإغلاق هذه الصفحة وفتح صفحة جديدة مشرقة والسير مع الإجماع الوطني صوب بناء اليمن الجديد من خلال تغيير منظومة الحكم لتواكب المتغيرات الجديدة المرتكزة على مقررات الحوار الوطني الشامل وبما يحفظ حقوق المواطنين ويحقق تطلعاتهم في المساواة والعدالة والحكم الرشيد".

ودعا هادي إلى " تضافر الجهود والاتجاه نحو البناء والتنمية وطي صفحة الماضي مضيفا " يكفي الشعب اليمني صراعات وحروب ويكفي ماعاناه من ويلاتها منذ 50 عاماً حيث انها لم تثمر سوى المزيد من الدمار والمآسي وعرقلة مسيرة التنمية".

وقال " إن الشعب اليمني يتوق إلى الأمن والاستقرار والسلام والتوجه صوب بناء اليمن الجديد المبني على العدالة والمساواة والوئام بين كافة مكوناته مشيرا إلى أن " مقررات مؤتمر الحوار الوطني أكدت على ضرورة نزع السلاح وعدم المواجهة بين أبناء الشعب الواحد وتغليب مصلحة الوطن على ماعداها من مصالح كما انها رسمت خارطة طريق لمستقبل اليمن الجديد ووضعت الحلول لمختلف قضاياه ومنها القضية الجنوبية وقضية صعدة وقد اتفقت مختلف القوى والأطراف والمكونات المشاركة في المؤتمر بأن الصراع ولغة السلاح لا تصنع الحلول بل انها تجلب معها المزيد من المعاناة ومضاعفة الجراح والفرقة والشتات".

وزار هادي كذلك مقر قيادة اللواء التاسع مشاة في مقر تمركزه بمعسكرات اللواء 310 مدرع الذي خاض مواجهات مع مسلحي قبائل عمران المنتمين إلى جماعة " انصار الله" الحوثية،

واكد أن الشعب اليمني يعول على قوات اللواء التاسع في تثبيت الأمن والاستقرار، معلنا قرار القائد الأعلى للجيش بنقل مقر المنطقة العسكرية السادسة إلى محافظة عمران.

تشييع القشيبي

وشارك الآلاف من اليمنيين امس في تشييع جثمان قائد اللواء 310 مدرع في محافظة عمران العميد حميد القشيبي الذي قضي في الموجهات بين المسلحين الحوثيين وقوات الجيش الموالية لجماعة الإخوان المسلمين.
واكتظ ميدان السبعين المجاور لقصر الرئاسي بالمشيعين الذين تقدمهم العديد من قادة الجيش والمسؤولين في الحكومة وممثلي الاحزاب السياسية والقوى الاجتماعية والوجهاء والمواطنين، وسط هتافات تطالب بالتحقيق في مقتلة والتحقيق في قضية سقوط اللواء 310 مدرع في المواجهات مع الحوثيين.