الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

جعجع وعون... اتفقا؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

ميولُ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الشخصية للذهاب لانتخابات نيابية أثارت جدلاً وطرحت أسئلة في شأن أي اتفاق غير مباشر بينه وبين رؤية الجنرال ميشال عون.ففي موقف عُدّ مفاجئاً خلال مؤتمر صحافي عقده في معراب إثر فشل انعقاد جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية للمرة التاسعة، قال جعجع: "لديّ ميل شخصي للذهاب لانتخابات نيابية إن لم ننتخب رئيساً".


حصر جعجع موقفه في "الشخصي" ليحفظ طريق العودة في أي قرار يخصّ "القوات اللبنانية"، وهو أراد من هذا الموقف التأكيد أنه يرفض التمديد وجاهز للعبة الديموقراطية، لكن انتخاب الرئيس أولاً، وإذا تعذر ذلك يعبد الطريق نحو النيابة.
ميل جعجع الشخصي يتناقض مع رؤية حليفه الرئيس سعد الحريري الذي رفض تقديم أي استحقاق على انتخابات الرئاسة، ويتفق مع "التيار الوطني الحر" الذي يحاول خلط الاوراق والهروب إلى الاستحقاق النيابي بعدما لاحظ استحالة وصول الجنرال إلى سدة الرئاسة، خصوصاً بعدما دق الحريري المسمار الاخير في مسار انفتاح الوطني الحر - المستقبل، مؤكداً أن دوره مساعد في انتخابات الرئاسة والدور المقرر يرتبط باجماع المسيحيين على اسم للرئاسة.



استحقاقات وطنية


صراحة جعجع في التعبير عن مواقفه الشخصية لم تطف على سطح التجاذب السياسي، طالما هو مقتصر على "ميل شخصي"، وعضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر يحترم كل الاراء، لكن يذكر بأن موقف "المستقبل" واضح ازاء هذه القضية، ويقول: "اوضحنا موقفنا من أولوية الانتخابات الرئاسية، وذلك حتى لا نزيد من الفراغ أو نصل إلى اشكال دستوري جديد، لأنه في حال استقالت الحكومة وأردنا تأليف حكومة جديدة، من سيدعو حينها الى استشارات نيابية؟".
اتفاق عون وجعجع "لو حصل" على الذهاب نحو انتخابات نيابية في حال لم ينتخب رئيس لا يحسم القرار على المستوى العام، فالجسر يؤكد أن "الاستحقاقات وطنية ولا ترتبط بفئة دون أخرى، وتحدثنا أن الأولوية تكمن في طرح المسيحيين اسم رئيس جمهورية حتى لا يقال اننا عيّنا الرئيس المسيحي، لكنها استحقاقات وطنية والجميع يشارك في قراراتها". ويختم: "ما طرحه جعجع موضع مناقشة ونحن ننسق مع حلفائنا ونتفق على ما سنسير به في 14 آذار".
ويشدد عضو الكتلة عمار حوري على الموقف الذي أعلنه الحريري تجاه هذه القضية، ويوضح أن "جعجع لم يعطِ رأيه بل عبّر عن ميل شخصي، ما يعني أنه سيعود إلى مناقشة القضية"، مذكراً بأن "موقف المستقبل يستند على أن الذهاب إلى أي استحقاق آخر قبل ازالة الشغور في الرئاسة سيؤدي الى مخاطر كبيرة، خصوصا اننا إذا ذهبنا إلى انتخابات نيابية حينها نصبح بلا رئيس مجلس نواب ولا رئيسي حكومة أو جمهورية".


ليس موقف "القوات"


عضو كتلة "القوات" النائب أنطوان زهرة شدد على أن جعجع "قال إذا وصلنا إلى موعد الانتخابات النيابية ولا رئيس جمهورية فيمكن اجراء الانتخابات بدلاً من تأجيلها"، ويقول: "هذا لا يعني تقديم الانتخابات النيابية على الرئاسية".
الوقت لا يزال مبكراً بالنسبة إلى زهرا لمعرفة إمكانية انتخاب رئيس من عدمه قبل موعد الانتخابات النيابية، مذكراً بأن "جعجع أكد أن موقفه شخصي وليس موقف القوات اللبنانية ،ما يعني ان الموضوع لم يناقش في شكل تفصيلي".
ويرفض عضو الكتلة النائب فادي كرم أن يكون موقف جعجع "كاتفاق" مع الجنرال عون، ويقول لـ"النهار": "موقف جعجع لا يعني اتفاق مع موقف الوطني الحر، بل هو يوضح اننا نعتبر ان الاستحقاقات يجب أن تحصل في موعدها، وكما احترمنا الاستحقاق الرئاسي نحترم النيابي وهو موقف بعيد كل البعد عن موقف "الوطني الحر" الذي لم يحترم الاستحقاق الرئاسي وتهرب منه ويحاول تغطيته بالهروب الى استحقاق اخر، لكنه عندما يتأكد ان هذا الاستحقاق أيضاً لن يحقق له الربح سيهرب منه ايضا، فيما القوات جاهزة لخوض كل الاستحقاقات في وقتها".
كما أن موقف جعجع "لا يتنقاض مع موقف الحريري"، بحسب كرم الذي يوضح أن "جعجع أكد أن الأولوية لانتخاب رئيس جمهورية وكتلة القوات تحضر إلى مجلس النواب دائماً لتؤكد أن الاولية لانتخابات الرئاسة، لكن في الوقت نفسه لن نسمح بتعطيل البلد والذهاب من فراغ إلى آخر ومن تعطيل إلى تعطيل". ويضيف: "البداية من الانتخابات الرئاسية لكن هذا لا يعني أن القوات وكل افرقاء 14 آذار سيسعون إلى تأجيل أو تمديد بل نحن جاهزون للانتخابات النيابية".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم