الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"وزنك ذهب" مبادرة إماراتيّة لنمط حياة صحيّ

يارا عرجة
A+ A-

عمدت بلديّة دبي الإماراتيّة إلى إطلاق حملة توعيّة جديدة تدعى "وزنك ذهب" خلال شهر رمضان المبارك، تشجّع فيها المواطنين على خسارة وزنهم ومكافحة البدانة من خلال ممارسة الريّاضة واتّباع نظام غذائي صحّي. وسيكافئ المسؤولون المواطن الذي سيخسر الوزن الأكبر في نهاية المسابقة التي تبلغ مدّتها ثلاثين يوماً. فيحصل الرابح على غرام من الذهب مقابل كلّ كيلوغرام يكون قد خسره.
أسباب البدانة في العالم العربي:
أظهرت دراسة قام بها أطبّاء من جامعة University of British Columbia الكنديّة ونشرت في مجلة Journal of Obesity، أنّ مرض السمنة أو البدانة أصبح بمثابة وباء في البلدان العربيّة، إذ ينتشر بسرعة فائقة: فيبلغ عدد المصابين بالبدانة 55% من النّساء و30% من الرجال. والعوامل المسببّة للبدانة عديدة وبحسب الباحثين:
• تغيّرات في الاستهلاك الغذائي: انتشار ظاهرة الوجبات السريعة والأطعمة الغنيّة بالدهون، السكّر والكاربوهيدرات. كما أنّ عادات وتقاليد الحفلات والمناسبات الاجتماعية الخليجيّة وخصوصاً السعوديّة، ترتكز على تقديم أطباق تحتوي على الأرز (الكاربوهيدرات) واللحوم (الدهون).
• التقاعس وعدم ممارسة الريّاضة: إنّ نمط الحياة العربي يفرض على المواطن حياة من الاستقرار تتوافر فيها جميع متطلّباته. كما وأنّ الغزو التكنولوجي: هيمنة التلفاز، الكومبيوتر، الألعاب الإلكترونيّة... تساهم في تقاعس الشخص وتشجّعه على الخمول.
• الحمل المتعدّد لدى النساء
• عوامل إجتماعيّة واقتصاديّة: إنّ التقدّم السريع الذي شهدته البلدان العربيّة عموماً والخليجيّة خصوصاً، جعل نمط حياة العرب أكثر سهولة في مجال المواصلات مثلاً، ممّا أدّى إلى تعزيز الـ obesogenic environment، أي البيئة الحاضنة للبدانة وبالتّالي إلى تشجيع النمط الحياة المستقرّ.
وتعتبر البدانة بحدّ ذاتها عاملاً لأمراض عضويّة كالسكّري، السكتة القلبية، والضغط... لذلك، تعمل السلطات العربيّة اليوم على محاربتها لتجنّب المخاطر التي قد تنجم عنها.
عامل إضافي للبدانة في البلدان العربيّة:
تعتبر التغذية والعضو في الـ Academy of Nutrition and Dieteticsالأميركيّة روبى أسمر، المناخ عامل يحفّز البدانة في العالم العربي. فارتفاع الحرارة في هذه البلدان يؤثر في نمط حياة العرب من خلال ملازمتهم الدائمة للمنزل دون ممارسة أيّ نوع من الريّاضة أو الحركة. فيعاني العرب تالياً من الخمول البدني الذي يحفزّ تكدّس الدهون في الجسد وعدم حرقها. وتضيف أنّ نوع الأطعمة التي يتناولها العرب يزيد من بدانتهم: تقول العادات العربيّة الخليجيّة، أنّ إكرام الضيف يتمّ من خلال تقديم المأكولات الغنيّة بالسمنة والزبدة والدهون له. إلى جانب هذه العادة، تعتبر جميع أنواع المأكولات التي تحضّر في البيت غنيّة بالحرّ والبهارات والدهون إذ يتم طهيها من طريق الطهاة الهنود والأجانب الذين يستثمرهم العرب لمساعدتهم في إنجاز مهام المنزل والطبخ. أمّا بالنسبة إلى الوجبات السريعة، فهي مرغوبة من الجميع عموماً والأطفال خصوصاً. تشددّ الاختصاصية أنّ التربية الخاطئة للاولاد وغياب الرقابة عن الإعلانات المروّجة للوجبات السريعة، تجعل الأطفال يتهافتون إلى تناول الوجبات السريعة بكثرة ممّا يجعلهم عرضة للبدانة. كما أنّ اللباس التقليدي للرجل والمرأة في البلدان العربيّة "العباءة"، يغطّي كلّ الجسم، فلا يلحظ كلّ منهما التغيّرات التي تطرأ على جسمها كاكتساب الوزن مثلاً. من هنا، تنصح الاختصاصية ربى أسمر بضرورة الإنتباه الى نوعيّة أكلهم، بحيث يجب التخفيف من اكل اللحوم المدهنة، السمنة والزبدة، وتفادي تناول الوجبات السريعة لصالح الطعام المنزلي. كما وتنصحهم بضرورة ممارسة الريّاضة وجميع النشاطات في المنزل لتجنّب التقاعس والخمول والكسل. وتشير إلى أنّه في البلدان الأوروبيّة، لا يتم بثّ إعلانات الوجبات السريعة على التلفاز إلّا بعد مرور منتصف الليل، كي لا تشجّع الاولاد على تناولها، لعلّ البلدان العربيّة تتبّع هذه العادة الصحيّة من أوروبا لحماية أطفالها ورجالها ونسائها من خطر البدانة.


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم