الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اسرائيل تستبعد هدنة قريبة في غزة \r\nتعليق الرحلات الأميركية والأوروبية إلى تل أبيب

المصدر: العواصم - الوكالات
رام الله – محمد هواش
A+ A-

قصفت إسرائيل أهدافا في قطاع غزة مستبعدة وقف النار في وقت قريب، بينما واصل ديبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة والأمم المتحدة محادثات لانهاء القتال الذي أودى بأكثر من 624 شخصاً. وأجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري محادثات في مصر، كما اجتمع الأمين العام للامم المتحدة بان كي- مون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، ومن المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في الضفة الغربية المحتلة اليوم.
وأطلقت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" والفصائل الفلسطينية الاخرى مزيداً من الصواريخ على إسرائيل وسمع دوي صفارات الانذار في تل أبيب. وقال مسؤولون إن صاروخا اصاب بلدة كريات اونو يهود على أطراف مطار بن غوريون الدولي فأصيب شخصان بجروح طفيفة. وترتب على ذلك منع الوكالة الفيديرالية للطيران طائرات الشركات الاميركية من تسيير رحلات الى اسرائيل ومنها مدة 24 ساعة. كذلك أوصت الهيئة الاوروبية لسلامة النقل الجوي مجمل الشركات الاوروبية بوقف الرحلات الى اسرائيل حتى اشعار آخر . وعلى الفور اعلنت شركتا "دلتا آيرلاينز" و"يو إس آيروايز" الأميركيتان وشركة الطيران الفرنسية "آير فرانس" وشركة الطيران الالمانية "لوفتهانزا" و"براسلز آيرلاينز" و"آير كندا" تعليق رحلاتها إلى إسرائيل لضمان سلامة الركاب. لكن وزير النقل الاسرائيلي اسرائيل كاتس قال انه "لا داعي" لالغاء شركات الطيران رحلاتها الى اسرائيل. واتصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بكيري طالباً منه معاودة الرحلات الجوية الاميركية الى اسرائيل.
وقتل اكثر من 624 فلسطينياً منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في 8 تموز الجاري، بينما تواصل فرق الاسعاف والطوارئ في القطاع انتشال جثث الفلسطينيين الذين قتلوا تحت أنقاض المنازل، وخصوصا في حي الشجاعية الذي شهد يوما داميا الاحد.
وفي الجانب الاسرائيلي، قتل 27 جنديا اسرائيليا منذ بداية الهجوم البري، وهي اكبر خسارة يتكبدها الجيش الاسرائيلي منذ حرب تموز 2006 مع "حزب الله" اللبناني. وقتل مدنيان اسرائيليان لاصابتهما بشظايا صواريخ اطلقت من غزة. واعلن الجيش ان بين الجنود القتلى الجندي الاسرائيلي الذي اعلنت "حماس" انها خطفته في غزة، موضحا انه لم يتمكن بعد من التعرف على جثته التي قال ان جزءا منها لا يزال لدى "حماس". وأضاف ان "السرجنت اورون شاؤول الجندي في لواء غولاني والبالغ من العمر 21 سنة هو الجندي الذي لم تنته اجراءات التعرف على جثته".
وفيما صرحت وزيرة العدل تسيبي ليفني لاذاعة الجيش الاسرائيلي بأن "وقف النار لن يكون قريبا. لا ارى ضوءا في نهاية النفق"، دعا كيري عقب محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى جعل المبادرة المصرية اطاراً لأي اتفاق لوقف النار. وقال: "المصريون وفروا إطار عمل ومنتدى ليتسنى لهم (حماس) الجلوس الى الطاولة لاجراء مناقشات جدية معا برفقة الفصائل الفلسطينية الأخرى".
وقال مسؤول مصري حضر بعض اجتماعات كيري إن جهودا تبذل من اجل التوصل إلى هدنة انسانية قد تستمر أياماً عدة لايصال المساعدات إلى القطاع. ولاحظ أن "الحساسيات بين مصر وحماس هي ما يعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل لوقف النار".
وكشف القيادي في حركة "فتح" عزام الأحمد إن القيادة الفلسطينية إقترحت على مصر خطة لوقف النار في غزة تليها مفاوضات مدة خمسة أيام لوقف القتال.
ومع استمرار القصف الإسرائيلي لغزة ليلا ونهارا، فر آلاف السكان من المناطق القريبة من الحدود. وقالت وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الاونروا" إن ما يقرب من 102 الف شخص يحتمون في 69 من مدارسها.
ووجد نحو ألف مسلم فلسطيني فروا من القصف الاسرائيلي الذي دمر حيهم في مدينة غزة مأوى في مبنى نادرا ما يدخلونه - اذا ما دخلوه على الاطلاق - وهو مبى كنيسة الروم الأرثوذكس الذي يرجع الى القرن الثاني عشر الميلادي. وعلى رغم الجدران السميكة التي يرجع تاريخها الى فترة الصليبيين لا تمثل كنيسة القديس بروفوريوس ملاذا آمناً تماما. فقد قصفت طائرة اسرائيلية بعيد وصولهم حقلا قريبا لتتساقط الشظايا المتطايرة على الكنيسة وتلحق أضرارا بالمقابر.
وقال كبير الاساقفة الكسيوس بينما كانت اصوات الاطفال تسمع خارج مكتبه في الكنيسة: "فتحنا الكنيسة من اجل مساعدة الناس. هذا هو واجب الكنيسة ونحن نفعل ما في وسعنا لمساعدتهم".
وأخلت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية مكتبها في قطاع غزة بعد تعرضه لاطلاق نار كما اعلنت القناة، محملة اسرائيل مسؤولية سلامة موظفيها.
وقالت منظمة العفو الدولية التي تتخذ لندن مقراً لها ان تواصل القصف للسكان المدنيين ومستشفى "تضاف الى جرائم حرب محتملة تستدعي فورا ان تكون موضع تحقيق دولي مستقل".
وفي موقف لافت قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للقناة الاولى في التلفزيون الفرنسي: "لم يكن مقبولا أن تتعرض دولة لتهديد الصواريخ وأن تسقط عليها صواريخ ... لكن الرد يجب أن يكون متناسباً... عندما نتحدث عن نحو 600 قتيل... من الواضح أن هذا أمر لا يمكن أن نقبله. يجب أن تتوقف المجازر والهجمات فوراً".
وأعلن الاتحاد الاوروبي في بيان صدر في ختام اجتماع لوزراء الخارجية للاتحاد في بروكسيل انه "يطلب من جميع الاطراف التزام وقف للنار على الفور"، كما وندّد "باطلاق حماس الصواريخ على اسرائيل"، معتبرا انها اعمال "اجرامية غير مبررة" ودعاها الى "وقف هذه الاعمال على الفور والتخلي عن العنف".
وفي نيويورك، كثفت المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة أمس جهودها لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو الى "وقف الأعمال العدائية فوراً" في غزة، على أن توقف اسرائيل حملتها العسكرية على القطاع وأن توقف "حماس" اطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، والعودة الى التهدئة والأسس التي أرسيت في القرار 1860، بما في ذلك رفع الحصار عن مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم