اشترِك في نشرتنا الإخبارية
قالت Coco Chanel عن Cristóbal Balenciaga: "إنه الخيّاط الحقيقي الوحيد بيننا".
لم يكتفِ هذا المصمم الإسباني برسم أزيائه، بل اخترع أيضاً أحجاماً جديدة بكثير من الإتقان.
إنه رجل عصامي تدرّب على يد والدته التي كانت خيّاطة، وكان عمره 20 عاماً فقط عندما فتح داره الأولى لتصميم الأزياء في سان سيباستيان. وكان محط تكريم من "متحف الفنون التزيينية".
سعي خلف الكمال
كان Balenciaga في بحث دائم عن الكمال. كان يخيط الأثواب ومن ثم يفكّك خيوطها ويعيد خياطتها من جديد للحصول على تصميم مرهف وكامل. دفعته الحرب الإسبانية إلى التوجّه إلى فرنسا حيث أنشأ عام 1937 داراً للأزياء في شارع 10، جادة جورج الخامس. لم يذب في الحياة الباريسية على الرغم من روابط الصداقة التي أقامها مع Givenchy وDior وCoco Chanel.
كرّس Balenciaga حياته لتصميم ملابس للنساء (الثريات) في حين أنه لم يكن يقع تحت تأثير سحرهن.
استخدم درجات اللون الأسود، واعتمد أسلوباً متقشّفاً بعض الشيء. لكن كان لأصوله الإسبانية تأثير كبير على عمله، لا سيما أثواب السهرة أو حفلات الكوكتيل التي أضاف إليها التطريزات أو أكسسوارات مثل سترة الـboléro ذات القصّات الرائعة.
لكن لمسته الشخصية ظهرت من خلال الثنيات التي لم يكف عن تطويرها أو استخدامها في مختلف أنواع الأقمشة طيلة مسيرته المهنية.
وقد ثبّت Balenciaga نفسه في عالم الموضة في الخمسينات بفضل ثلاث قطع ملابس:
التايور المشدود من الأمام والفضفاض من الخلف (1952)، وقد شكّل عنصر تطوّر في الأسلوب.
ثوب الـ"تونيك" (tunique) (1955): خط مستقيم بالكاد يلامس الجسم.
ثوب "بايبي دول" (baby doll) (1958): ثوب طفولي مصنوع بكامله من الدنتيل، ومستلهم مئة في المئة من الأسلوب الإسباني.
عام 1968، قرّر Cristóbal البالغ من العمر 73 عاماً، التقاعد. كان قد حقّق حلمه، ورفض موجة الملابس الجاهزة التي انتشرت في ذلك الوقت، فقد كان يؤمن بالهوت كوتور وما تحتاج إليه من مهارة يدوية، وفضّل إغلاق شركته.
عام 1997 عُيِّن Nicolas Ghesquière المدير الفني لدار Balenciaga، وكانت مهمته تصميم مجموعات مستلهمة من روح Balenciaga. وقد انكبّ هذا المصمم الشاب على دراسة أرشيفات المعلّم قبل أن يصمّم مجموعته الخاصة التي حقّقت نجاحاً باهراً...
نلاحظ من النظرة الأولى أن هذا المصمم الشاب يسعى أيضاً خلف الكمال، فستراته محكَمة في تصميمها وقصّتها، وتنسجم الألوان والطبعات انسجاماً تاماً. روح Balenciaga حاضرة بقوّة في المجموعة التي تجسّد بطريقة رائعة أعمال Cristóbal Balenciaga وكذلك تطوُّر الموضة النسائية على امتداد نحو قرن من الزمن.
