الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أخطبوط "داعش" يتمدد... كيف يراه المسيحيون في لبنان؟

المصدر: خاص - "النهار"
A+ A-

فجأة ظهر إلى الوجود ، تمدد و"ازال" الحدود بين العراق وسوريا والتي لايؤمن بها، عناصره يحملون السيوف ويرفرفون بأعلام سود ... إنه "داعش" أو تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق والشام ، التي تسقط المدن والقرى أمامه كالدومينو... هذا التنظيم الذي أعلن عن قيام "الخلافة" ونصب "أبو بكر البغدادي" عليها ، بدأ ينكل بالمسيحيين ويعمل على احراق كنائسهم وتهجيرهم ، لتعود الجزية بعد مئات السنين وتفرض عليهم .
"اليوم "داعش" ليس على أعتاب لبنان بل في وسطه وداخل عقل كل ارهابي أصولي لا يقبل العيش المشترك المتنوع ولا يرى الآخر سوى عدواً يريد أن يقتله ، سواء في بيروت أو بعلبك أو الشمال "، بحسب رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام الذي قال في اتصال مع النهار "أنه وللمرة الاولى في التاريخ لا يكون هناك مسيحيون في الموصل ، ما يحصل في العراق والمنطقة اقتلاع واضح ومبرمج وعلني وصريح لابناء هذه الطائفة وهي اول من قطن في بلاد ما بين النهرين ، فهم أمام ثلاثة خيارات إما اشهار اسلامهم وإما دفع الجزية أو الرحيل."
وعن تعيين "داعش" أميراً لها على لبنان واعلان ما يسمى لواء "أحرار السنة ـ بعلبك" توكيل مجموعة ولاسيما من المجاهدين لاستهداف "الصليبيين" وتطهير إمارة البقاع الإسلامية من كنائس "الشرك" ، اعتبر حبيب أن "ذلك وصمة عار على جبين كل عربي ومسلم وعلى جبين كل العالم ، فبعد 100 عام على السيف العثماني ها هو سيف القرن الواحد والعشرين يسلط من جديد لانهاء الوجود المسيحي ." أما ألامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الياس بو عاصي فاعتبر في اتصال مع "النهار" أن لواء "أحرار السنة ـ بعلبك" عملية استخباراتية ليس لها أساس من الصحة.


وفي الوقت الذي اعتبر فيه حبيب أنه "لا يوجد تخوف فقط من داعش بعد أن تجاوزنا مرحلة الخوف إلى مرحلة الموت ، وانتهت قصتنا وانتهى معها الحضور المسيحي من الموصل والآن من نينوى ، اعتبر الأب جورج مسّوح في اتصال مع "النهار" أن " من حق مسيحيي لبنان الخشية على أنفسهم في ظل البركان الثائر في المنطقة ، أما سبب ثورانه فالتطرف الديني والمذهبي والطائفي مع صهيونية عنصرية في بلاد نشأت منها الأديان ويغيبون الله عنها ، لا بل ترتكب الجرائم باسم الله ، فمن المؤلم أن نرى بلادنا فقدت الايمان الحقيقي بسبب تعصب أعمى ".


أما بوعاصي فكان أكثر تفاؤلاً حيث قال "إن المخاوف موجودة من الحركات الراديكالية التي تجتاح العراق وسوريا ، لكن في وطننا نجد احتضان اللبنانيين لبعضهم البعض مسيحيين ومسلمين ، وذلك من خلال التيار الأكثري الذي يرفض الممارسات التي تحصل في العراق ، الأمر الذي يبعد الخطر عنا ويجعل اجتياز المرحلة التي تمر بها المنطقة بأقل الأخطار أمراً ممكناً ".


" ليس خبراً ثانوياً ما يجري من تنكيل بالمسيحيين ، بل يوازي ما يجري في غزة ، و الفرق الوحيد أن في فلسطين دبابات صهيونية وفي العراق سكاكين صهيونية مؤسلمة ، فالاسلام المعتدل فُقد ، وإن وجد فغير فعال على الأرض ، صامت لا يقوم بواجبه إما خوفاً أو جبناً أو أتباعه يقبضون من الجهة المانحة نفسها" بحسب مسّوح الذي دعا وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على ما يرتكب ضد المسيحيين.


حتى إن مواجهة "المد الداعشي" تختلف عند اللبنانيين ، فبحسب حبيب يتم ذلك " من خلال تحالف عربي اسلامي مسيحي، لأن السيف ليس مسلطاً على رقاب المسيحيين فقط ، بل يطاول السنة الذين يتعرضون للتعذيب والقتل في حال معارضتهم لقرارات التنظيم ، كما قد يكون الحل من خلال حماية دولية أو حكم ذاتي أو انتظار عقل جديد في الطائفة السنية ".


أما مسّوح فاعتبر أن الموضوع في يد الأجهزة الأمنية "التي تعمل على ضبط الأمن ، ولاسيما إن بعض رجال الدين هم من المتطرفين والجبناء ولا يهمهم الوحدة ، فالقمم الروحية لا معنى لها ، والجيش فقط هو من يستطيع ايقاف المد الداعشي".
ما يجري في المنطقة أبعد من التكهنات ، وما يحصل للمسيحيين بعد ظهور أهل "الكهف" لا يستوعبه عقل ، والخشية من المقبل بعد الصورة السوداء التي تلوح في الأفق وهي لا تبشر بمستقبل آمن في هذا الشرق الذي يعذب المسلمين والمسيحيين معاً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم