الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الرجاء المساعدة: إنه مهووسٌ بي

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
A+ A-

انفصلت عنه، ولم يتقبّل الأمر. اتصل بها اليوم نفسه، واتّصل في اليوم التالي أربع مرات، فسبع في اليوم الذي تلاه، وأكثر في الأيام اللاحقة، ومنها اتصالاتٌ في ساعات الفجر الأولى. عانت من رسائله النصية التي لا تُعد ولا تُحصى، محاولاً إقناعها بإعادة إحياء علاقتهما الرومنسية. تشبّثت بموقفها مقتنعةً بضرورة الانفصال، فأصبح تصرفه جانحاً يدلّ على هوَسٍ خطيرٍ بها.


تبعَها على الطريق، واجهها في مرّاتٍ عديدة مهدّداً بأذيتها هي وعائلتها. وجدَته أكثر من مرة قرب منزلها، و"صادف" وجوده في أماكن ترددت إليها مع أصدقائها، لتتفاجأ به أكثر من مرة، حتى أصبحت تمشي وتتطلع دورياً إلى الوراء، لتتأكّد ما إذا كان سائراً وراءها أم لا. تابع صفحتها الخاصة في Facebook حتى بعد أن أزالَته من قائمة أصدقائها وزادته إلى قائمة الحظر لديها. مستعيناً بحسابٍ مزيّف أرسل من خلاله تهديداتٍ إلكترونية لها، ومسائلاً إياها عن كل صورةٍ تضيفها، وخصوصاً تلك التي يظهر فيها أحد أصدقائها الشبان معها. هذه قصة الشابة د.ط. التي انفصلت عن صديقها، والتي عانت من تصرفاته العنيفة التطفلية لفترة لا يُستهان بها.


 


 


الهوس بعد الإنفصال


انفصال الحبيب أمرٌ غيرُ مستحبّ وصعب "البلع". ففيه رسالةُ رفض وإنهاء واضح للعلاقة الرومنسية. وفيما من الضروري أن يستمر المرء في حياته بحالة نفسية سليمة من دون اللجوء إلى الترهيب النفسي لمن قرر الإنفصال، يشذ كثيرون عن القاعدة مُقدمين على تصرفاتٍ دالّة على هوسٍ بالشخص، فلا يتخلَّون عنه بسهولة وتتّصف تصرفاتهم بعدم الإتزان، إذ يصعب عليهم الإستمرار في يومياتهم من دون التفكير بانفصاله، ويبدأون بملاحقته.


يؤكد المعهد الوطني للصحة العقلية في توصيفه لـ"هوس الحب" هذا، أن دماغ الإنسان يبدأ بالشعور بالقلق والخوف، مما يزيد من احتمال هوسه بشريكه السابق، ويؤكد أن المسألة تتعلق بالجهاز العصبي أساساً. فيبدأ الشخص باستذكار صور شريكه السابق في مخيلته ويحفظ لديه كل الأغراض التي تعود إليه، وذلك جرّاء عدم اقتناعه بفكرة الإنفصال راغباً في الإرتباط مجدداً. ويضيف المعهد في توصيفه لهذا الهوس أن "المرضى" لا يركّزون خلال المرحلة الأولى من معالجتهم على فكرة الاستمرار بالحياة بمفردهم، بل على فكرة العودة إلى العلاقة التي كانوا فيها وإقناع الشريك السابق بذلك.



علامات الهوس تظهر خلال العلاقة


على الشخص أن يَحذَرَ شريكَه ويتنبّه لتصرفاته في حال شعر ببعض علامات هوسه، فأن يرغب الحبيبان برؤية بعضهما وأن يمضيا الأوقات سويّاً هو أمرٌ طبيعي، فيما الرغبة المستمرة بالعيش قرب الشريك هي دليلٌ على إمكانية هوسه به، حسب ما ذكرت الجمعية الأميركية للطب النفسي ولاحصاءات الاضطرابات العقلية في شباط 2013 في تقريرٍ لها، حيث أشارت إلى أن الهوَس يظهر من خلال الغيرة الزائدة عن اللزوم، وتحديد مفهوم "السعادة" فقط بالشريك، والخوف المستمر من إمكان إنهاء العلاقة. وعند الإنفصال يدل تجاهُل الفكرة إلى الهوس كخطوة أولى. أما اللحاق الهوسي بالشريك السابق ومتابعة أخباره فهي الخطوة التالية.



الهوس: حالة واعية أم غير واعية؟


يوضح طبيب الأمراض العصبية في مستشفى طراد ومستشفى الساحل حسن موسى لـ"النهار" أن الأشخاص الذين يتصرفون بهذا الشكل "لا يفتقدون المنطق بل هم يعون ماذا يفعلون"، مشيراً إلى خطورة وصفهم بالمجانين: "لا يجوز أن نقول عن الذي يتصرف هكذا أنه مجنون، فذلك تبريرٌ لأعماله وتصرفاته المزعجة وغير اللائقة." لكنه لا ينفي وجود حالات شديدة التعقيد يصبح الشخص فيها مهووساً فعلاً بشريكه، "وهنا يكون قد وصل الهوس إلى درجة عالية، مما يعني بداية إصابته بالذهان"، ويضيف أنه "من الممكن أن تصبح تصرفاته غير واعية، ولكن ليس بالضرورة، إذ في أغلب الأحيان يكون عالِماً بهوسه وبأن شريكه السابق هو محط اهتمامه ومصدر تصرفاته، ونادراً ما لا يكون واعياً".


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم