الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هل يجب أن تأكل عندما تغضب؟

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
A+ A-

من المعروف أن الغضب يسبّب تصرّفاتٍ غير سليمة وجرّاءه يتسرّع الإنسان ويتصرف بطريقة انفعالية ناتجة عن تأثير مشاعره عليه، والأكل هو إحدى الطرق التي يلجأ إليها كمتنفس، فيتناول ما لا يجب عليه تناوله، بما أنه يأكل تنفيساً لغضبه المسيطر عليه، وهذا ما يُسَمى بـ"أكل الغضب".


 


يصبح هذا النوع من الأكل خفيّاً أي لا ينتبه الإنسان أنه يقوم به، إذ يكون تحت انفعالٍ شديد يُعميه عن تصرفاته غير المسؤولة في الكثير من الأحيان، فيجد الكثير من الغاضبين "فشّة خلق" وتنفيسة حقيقية لأحاسيسهم هذه في تناول الطعام، خصوصاً من يكبتونها ولا يعبّرون عنها مباشرةً، وهو أمرٌ خطيرٌ على المدى الطويل يؤدي بصاحبه للسُّمنة ولعادات غذائية سيئة. إذ لطالما اختار المرء الغاضب عند لجوئه إلى الطعام، المأكولات الشهية المليئة بالسعرات الحرارية، خصوصاً الحلويات والمأكولات السريعة التحضير، كما أن ترفّعَه عن التعبير بطريقةٍ سليمة عن غضبه واستيائه يؤدي به لأن يكتمَ مشاعرَ أخرى مع مرور الوقت، الأمر الذي يشكّل خللاً في حياته النفسية.


 


حلول


من هنا، تنصح جمعية علم النفس الأميركية في دراسة حول الغضب وطرق التعبير عنه في أيار 2012، بأن يقوم الفرد بالتعبير عن غضبه، ولكن عبر أن يسائل نفسه "لماذا أنا غاضب؟ هل يستحق هذا الأمر أن أغضب بسببه؟ ماذا يمكنني أن أفعل كي أحسّن الأمور؟"، أي أن يفكّر بحكمة وبهدوء، ليختار ما هو أفضل ألا وهو تخطّي لحظة الغضب واستعمال الطاقة "الغضبية" هذه في مكانٍ آخر يوصله إلى خطوات سليمة وحكيمة لمعالجة الوضع.


أما في حالة الغضب الشديد واستحالة مساءلة النفس، تشير الدراسة نفسها في توصياتها إلى ضرورة التعبير عن الغضب عبر ممارسة الملاكمة على دمية خاصة (Boxing Dummy)، أو عبر الاستماع إلى موسيقى صاخبة تعبّر عمّا يخالج الشخص من حالة نفسية، أو عبر الكتابة، الرسم، العزف... أي كل ما يتعلق بالفن.


 


الناحية الغذائية


تشرح اختصاصية التغذية روبا الأسمر لـ"النهار" بأن الأكل نتيجة الغضب "هو نتاج للتربية التي ننشأ فيها منذ صغرنا، فعندما يستاء الولد نعطيه شوكولاتة أو بونبون، وعندما يبكي تقوم أمه بإطعامه فوراً، حتى عند مكافأته نقدّم له الطعام" مشيرة إلى أن "الأكل أصبح وسيلة ترضية عند الإنسان جرّاء تربيته على هذا النمط" الأمر الذي يشرح لجوءه للطعام كوسيلة للتعبير عن غضبه، مضيفةً أن منهم من يقدّم الأكل كعُذرٍ يستعملونه كلّما غضبوا "مثل الفتاة التي تفسّر تناولها للشوكولا بسبب المتلازمة السابقة للحيض التي تصيبها (PMS) خلال دورتها الشهرية."


أما لمعالجة اللجوء إلى الطعام كمتنفّسٍ للغضب، تؤكد الأسمر أن المسألة تُقسَم إلى قسمَين وهي نفسية أكثر منها غذائية: "يتطلب الأمر معالجة عبر إرشاد نفسي عند اختصاصي وتحليل لتصرفات الشخص كخطوة أولى، وتغييراً جذرياً بنمط الحياة عند الشخص كخطوة ثانية، ليتمكن عندها من التعبير عن غضبه بطريقة أخرى، تكون سليمة وصحية."


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم