الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اسرائيل خائفة من "داعش"

المصدر: "النهار"
رندة حيدر
A+ A-

كان لسيطرة "داعش" على مدينة الموصل العراقية وقع الصاعقة في الاوساط الإسرائيلية، وسط اجماع المعلقين الإسرائيليين على ان التوسع الجغرافي لهذا التنظيم الإسلامي المتشدد المنبثق من "القاعدة" يشكل خطراً حقيقياً على امن إسرائيل، ويهدد بصورة كبيرة استقرار الأردن الذي له اهمية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، ومن شأنه أن ينعكس على الحرب الاهلية في سوريا والوضع القائم في هضبة الجولان، وان يفتح الباب على مصراعية امام مرحلة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط.


حرب خليج ثالثة



ففي صحيفة "يديعوت أحرونوت" وصف بن درور يماني ما حدث في العراق"بحرب الخليج الثالثة" واعتبر أن التطورات الاخيرة هناك تحتم على إسرائيل اعادة التفكير بالشرق الأوسط الجديد الذي بدا يتبلور امام ناظريها، لا سيما في ظل نشوء كيان سياسي جديد في العراق اخطر بكثر من الكيان الفلسطيني الموحد. واعرب الكاتب عن تخوفه الكبير من توسع الكيان الجديد نحو الأردن، ورأى انه لأول مرة تبرز مصلحة مشتركة تجمع بين "حزب الله" والأردن والعراق وإسرائيل ألا وهي وقف تقدم "داعش".
في صحيفة "هآرتس" راى المعلق عاموس هرئيل ان التطورات الاخيرة في العراق خلقت مصلحة مشتركة بين الأميركيينوالإيرانيين هي التصدي لخطر "داعش"، وكتب: "آخر شيء يمكن ان ترغب به إيران على حدودها الغربية هو دولة شريعة سّنية تابعةلمدرسة بن لادن، كذلك ليس للولايات المتحدة اي مصلحة في ذلك." واعتبر الكاتب انه على إسرائيل تركيز جهودها حالياً على ثلاث نقاط اساسية: تعزيز قوة الأردن والمساهمة في صمود العائلة المالكة؛ الاستعداد لمواجهة مفاجآت غير متوقعة بسبب التطور السريع للاحداث مثل وقوع هجمات لفصائل "القاعدة" في منطقة هضبة الجولان ضدها، رغم أن هذه الفصائل مشغولة بالقتال ضد الأسد و"حزب الله"؛ أما النقطة الثالثة فتتعلق بطبيعة الترتيبات الأمنية التي يتركها وراءهم الأميركيون. فانهيار الجيش العراقي هو الحادثة الثانية من نوعها لقوات عربية دربها وسلحها الأميركيون في الاعوام الاخيرة. فقد سبق ذلك انهيار القوات الامنية للسلطة الفلسطينية في حزيران 2007 وفرارهم من غزة تحت وطأة الهجوم الذي شنته "حماس".



تقاطع مصالح



في مقالة بعنوان "الانعكاسات الاستراتيجية لانهيار العراق" صادرة عن "معهد دراسات الأمن القومي" توقف عوديد عيران ويوآل غوزنسكي امام التقاطع المثير في المصالح الذي أوجدته سيطرة "داعش" على وسط العراق، فكتبا: "من الامور المثيرة للسخرية ان جميع الدول المجاورة للعراق تجد نفسها ضمن حلف غير رسمي، ولكل دولة اسبابها ومخاوفها. فإيران تتخوف من سقوط مدن شيعية مهمة في يد الدولة الإسلامية مثل النجف وكربلاء، وتركيا تخاف من تسلل العناصر الإسلامية المتشددة من سوريا الى اراضيها، والأردن الذي يغرق في أزمة النازحين السوريين، يخاف على حدوده مع العراق القريبة من مناطق سيطرة الدولة الإسلامية، وكذلك دول الخليج". ويتساءل كاتبا المقالة عن احتمال ان يكون الأميركيون والإيرانيون قد تطرقا الى موضوع العراق في المحادثات الثنائية التي جرت بينهما، وعن احتمال نشوء تعاون أميركي- إيراني في اي مسعى أميركي للتدخل في العراق وكبح تقدم "داعش" ليستنتجا التالي: "مشاركة إيران غير ممكنة من دون التطرق الى دورها في سوريا وتعاونها مع حزب الله. والتعاون مع إيران في العراق مرتبط بمشكلات كثيرة."
وتخلص المقالة الى التالي:"لإسرائيل مصلحة كبيرة في محاربة تمركز الدولة الإسلامية في اي منطقة في الشرق الأوسط حتى لو كان هذا التنظيم لا يوجه عملياته ضد إسرائيل إلا ان توسعه الجغرافي يشكل خطراً أمنياً عليها." كما يجذب الكاتبان الانتباه الى انعكاسات سيطرة "داعش" لفترة طويلة على المناطق النفطية في العراق وتأثير ذلك على اسعار النفط مستقبلاً.
في نظر عدد لا يستهان به من المعلقين الإسرائيليين فان انهيار الجيش العراقي وتفكك الدولة هو بالدرجة الاولى دليل على الفشل الأميركي الذريع في العراق وفي التعامل مع مشكلات الشرق الأوسط بصورة عامة، وفي رايهم ان هذا يؤكد صوابية المواقف الإسرائيلية المتشددة الرافضة لحل الدولتين لشعبين الذي ترعاه الولايات المتحدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم