الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جبيل مدينة الحياة ومفاجآت صيفها كثيرة

المصدر: "النهار"
آية يونس
A+ A-

أثبتت جبيل، أفضل مدينة سياحية عربية للعام 2013، أنها قادرة على منافسة اهم المدن اللبنانية سياحيّاً وتجاريّاً، وذلك بفضل استراتيجية الرؤية الحديثة للمدن التي اتبعتها جبيل واستطاعت بفضلها في فترة زمنية قصيرة ان تعيد المجد القديم لها وان تنهض بحضارتها من جديد بطريقة تتلاءم مع فئة الشباب.


بين المجمعات البحرية والمطاعم والمقاهي، يستطيع من يقصد جبيل أن يمضي نهاراً كاملاً حتّى ساعات الليل الأخيرة ، بالاضافة الى تمتعه بالمناظر الطبيعية والاثريّة المميّزة. فمدينة الحرف لا تقفل أبوابها أمام السياح حتى طلوع الفجر.


المقاهي الليلية


من لا يعرف صيف جبيل في السنوات الأخيرة، يمكن ان يتعرّف عليه هذه السنة ويسهر في أسواقها القديمة تحت ضوء القمر ويمكنه الاستماع الى الموسيقى وشرب كأس مع الأصحاب في جوّ مريح.
يقرّ الشاب جيرارد يعقوب، صاحب مقهى في جبيل، أنّه بالاضافة الى الربح المادي الذي حصده أصحاب المحال في السنوات الاخيرة، اكتسبت جبيل "صيتاً" ما زال يثمر سنة بعد أخرى. وكذلك يوضح ريمون رعد ، موظف في مقهى بالسوق القديم لـ"النهار" انه "منذ تدشينه المحلّ والعمل لم يتوقّف، خصوصاً في الصيف، فنحن نقدّم المأكولات والمشروبات ونعتمد موسيقى هادئة وغير مزعجة".
ورداً على سؤال حول تأثير مهرجانات جبيل على المقاهي، أوضح لنا الشاب ايميريد وهبة، صاحب مقهى، انّ للمهرجان فائدة كبيرة، لأن الاقبال يكون قبله وبعده، ولهذا السبب تفتح المقاهي ابوابها الساعة الخامسة بعد الظهر تقريباً لخدمة من يرغب في تناول الطعام او المشروبات قبل المهرجان. وفي المقاهي يمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل عن المهرجان عبر الشاشات الضخمة المعلقة على جدرانها.
يتميّز المهرجان هذه السنة بحضور الفنان مرسيل خليفة والشاب ابرهيم معلوف، ابن الفنان شكيب معلوف الذي اخترع البوق بأربع نوتات موسيقية بدلا من ثلاث، بالاضافة الى العديد من الفرق الاجنبية والفنانين منهم عازف البيانو العالم lang lang، الفنان غي مانوكيان، الفنان الفرنسي stromae، وفرقة تدعى "Beirut band " التي تزور بيروت للمرة الأولى، وتعود تسمية الفرقة الى ان صاحبها سمع اغنية للسيدة فيروز صدفة واعجبته، وعندما سأل عن هويتها سمّى فرقته "بيروت".


 بعيداً عن الاسواق


شهدت جبيل السنة الماضية افتتاح مشروع Publicity الذي تخطّى في نجاحه التوقعات خلال فترة قصيرة، ووصل عدد الوافدين اليه 3500 شخص عند افتتاح الموسم الأسبوع الماضي. المشروع الذي يطل على البحر، عبارة عن عدد من المقاهي تصطف جنباً الى جنب على شكل مربّع تتوسّطها بركة مياه كبيرة.
وشجع النهوض الانمائي والاقتصادي والسياحي في المدينة السنة الماضية المؤسسين على القيام بمشروع مماثل للشباب. وتعتبر ادارة publicity انّ انفصاله عن المدينة والأحياء السكنية هو سبب اضافي في نجاحه اذ يتيح لعشاق السهر والمرح بالاستمتاع من دون ازعاج أحد.


مدينة تعود الى الحياة


ويرى اصحاب المحال والمقاهي الجبيلية انّ بداية نهضة مدينتهم الانمائية والسياحية كانت مع تسلم البلدية الجديدة مهامها، حيث أمنت الاضاءة 24/24 ساعة، بواسطة المولدات الكهربائية. وتحمس أصحاب محال الثياب لفكرة طرحها مختصون في البلدية، وهي تحويل محلاتهم الى مطاعم ومقاه ليلية Pubs، فتعود اليهم بمداخيل مالية اكبر. وهذا ما حصل. فتحت المقاهي على امتداد "السوق القديم" في جبيل، وبدأت الحركة الليلية تكبر وتزيد يوماّ بعد يوم حتى وصل صداها الى المناطق الاخرى.


جبيل أحلى


"جبيل احلى" كان الشعار الذي اختاره رئيس البلدية زياد الحواط وسعى الى تطبيقه على الارض. ويقول بول قزّي، احد المسؤولين عن النشاطات في المدينة، ان ثقة الناس كانت السبب الرئيسي لتحقيق الهدف. فعندما وثقوا بان اموالهم لن تذهب هدراً وان طموحاتهم ستتحقق باحتراف وبوسائل مدروسة، بدأت مشاريع العمران والبناء، فزفتت الطرق واسست الحديقة العامة والمعرض الفينيقي كما ان رجال الشرطة لا يفارقون الشوارع منذ ساعات الصباح الأولى وطوال الليل، فأشعر هذا الوضع السكان بالأمان والطمأنينة .
ويؤكد عضو البلدية وسام زعرور لـ"النهار" ان التغيّر الذي حصل في جبيل، زاد مداخيل اصحاب المحال من مطاعم ومقاه وتجار. فارتفع سعر متر الارض والشقق ايضاً، وذلك فضلاً عن المهرجانات الصيفية التي تعود بربح كبير على المدينة. ورممت واجهات السوق السنة الماضية واصبحت رمليّة، ما ساهم في اعادة الطابع الحضاري القديم للمدينة في شكل يتناسب مع العصر. ويضيف زعرور ان زينة عيد الميلاد "التي كانت الاجمل في لبنان عام 2012  لها فضل كبيرفي جذب ابناء مناطق اخرى ليزوروا المدينة، كما تأمنت مواقف السيارات، وخصصت سيارة للبلدية لنقل الناس مجانا داخل السوق".
ولم يقف طموح السكان والبلدية معا عند هذا الحد. فبعد المدينة الرياضية التي أمنت فرص عمل كثيرة للشباب وحرّكت احلام محبّي الرياضة، هناك مشاريع أكثر في صدد الدراسة والتحضير والتمويل معاً. كما استطاعت جبيل ان تبرهن للبنانيين بأن سنوات قليلة تكفي لاعادة الحياة الى مدينة فقدت جوهرها لوقت طويل، استطاعت ايضا ان تؤكد بأن ثقة الناس بالمسؤولين والاحتراف الاداري والاستقرار الامني شروط اساسية، يحتاج اليها لبنان ليعود كما كان في السابق...سويسرا الشرق.


[email protected]
Twitter: @ayayounes01


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم