الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

لماذا لا يعود مؤيدو الأسد الى سوريا؟

المصدر: النهار
محمد نمر
A+ A-

"يا عيب الشوم" أقل كلمة طالت الدولة اللبنانية اليوم، خصوصاً وزارة الداخلية والبلديات، جراء تقصيرها في تنظيم عملية الانتخابات السورية الرئاسية في سفارة دمشق في اليرزة. المشهد كان كارثياً وفوضوياً، إذ استهل اللبنانيون يومهم بصباح متوتر لعن فيه بعضهم اليوم الذي ولدوا فيه لبنانيين. زحمة سير، طرق مقفلة، طلاب لم يصلوا إلى امتحاناتهم، عمال غابوا عن أعمالهم لساعات، اشعة شمس حارقة، سيارات تعطلت من الزحمة وغيرها من المظاهر التي تستقيل الحكومة على اثرها لو كان البلد حضارياً.


سياسياً، المشهد كان مفاجئاً للبعض ومضحكاً للبعض الآخر، والإعلام "اشتغل شغله" وعادت سياسة "زوم أوت وزوم إن"، من أجل تحديد حجم الوافدين إلى السفارة. منهم اعتبر أن الصورة تجسد شرعية الأسد الحقيقية، فيما الآخر سأل: ماذا يمثلون من ربع سكان لبنان؟ والأكيد أن لا جدوى من هذه الانتخابات والفوضى، طالما أن الأسد باقٍ في قصره، في حال حصلت انتخابات أو لم تحصل، فضلاً عما تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات تهديد للسوريين باعتقالهم عند الحدود في حال تبيّن أنهم لم يصوتوا في الانتخابات.
والعجيب في الجمهورية اللبنانية، أن الكثير من اللبنانيين المؤيدين لبشار الاسد، حملوا صوره والأعلام السورية نزلوا مع السوريين الى الشارع، كرسالة لتجديد البيعة كما قال أحدهم عبر شاشات التلفزة، فيما لم يقدم أحد منهم على النزول إلى الشارع ورفع العلم اللبناني احتجاجاً على الشغور في سدة رئاسة بلده لبنان.


عودة المؤيدين إلى سوريا


كثيرون استغربوا تصرف السوريين وسألوا: طالما أنهم يستطيعون الانتخاب في السفارة فماذا يفعلون في لبنان؟ وهو أيضاً موقف تبنته قوى "14 آذار". ويقول عضو الأمانة العامة لهذه القوى النائب السابق مصطفى علوش لـ"النهار" أن "14 آذار ترى ان هذه المجموعة من الناس مؤيدة للأسد وتحبه، فلا تنطبق عليها صفة اللجوء، لهذا على الدولة اللبنانية أن تأخذ القرار في اعادتهم إلى ديارهم".
علوش يلاحظ التنسيق المشترك "بين أجهزة المخابرات وحزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري والاحزاب التابعة للنظام السوري"، مشيراً إلى "عمليات الترغيب والترهيب في اجبار السوريين على التصويت"، لكن لا ينفي ايضاً أن "هناك جزءاً من الشعب السوري يؤيد الأسد لأسباب لها علاقة بأمور مذهبية وطائفية ومصلحية".


جدوى الانتخابات والحكومة تستقيل


بما أن المعارك مستمرة في سوريا والأسد متمسك بالكرسي والنتيجة محسومة لصالحه، يسأل البعض عن جدوى هذه الانتخابات، فيذّكر علوش أن "الرئيس العراقي صدام حسين قام باستفتاء لنفسه قبل الاجتياح الأميركي وانتهت النتيجة بالفوز بنسبة أكثر من مئة في المئة، أيضاً فعلها الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو قبل اعدامه"، لهذا يرى انها "عملية ايحاء بأن الأسد لا يزال مقبولاً من شعبه واكثريته".


"الفوضى وزحمة السير تتحمل مسؤوليتهما الدولة اللبنانية التي كان يجب أن تتوقع ما حصل وتمنع حصوله، وفي حال تقرر حصول الانتخابات فلتكن حينها في يوم عطلة للبنانيين حتى لا تتخرب أشغالهم، فاليوم خسرنا ملايين الدولارات من الناتج القومي من تخريب أعمال الناس وسمات البدن، بسبب أمر ليس ضرورياً حصوله وفي أي بلد آخر تستقيل الحكومة بسببه".


بروباغندا الثورة لا طعم لها


في المقابل، يرى عميد الاذاعة والاعلام في الحزب القومي وائل حسنية أن "ما جرى اليوم دليل على أن البروباغندا الاعلامية التي كانت معطاة من قبل قوى ما يسمى الثورة لا طعم لها، وأن غالبية القوى الموجودة في لبنان موالية وأن الرئيس الأسد لا يزال يتمتع بالشعبية الكبرى التي تؤهله أن يحكم البلد، فيما الغرب يتشدق في اطار الديموقراطية، في مصر يقبلها، في سوريا يرفضها، في اوكرانيا يقبلها، في القرم يرفضها، ما يوضح أن الموضوع يرتبط بسياسة الحلف الأميركي – الاسرائيلي".
كثافة السوريين المؤيدين للأسد والمشاركين في الانتخابات كانت مفاجئة للجميع، ويقول حسنية: "لا أحد اليوم يستطيع أن يدّعي أن الضباط السوريين أجبروا الناس على الحضور بالقوة ولا أن أجهزة ضغطت عليه، كما لا اعتقد أن السفارة لديها القدرة على أن ترشي الناس وان تدفعهم نحو التصويت".


لا داعي لوجود السوريين في لبنان


حسنية مع عودة السوريين المؤيدين إلى سوريا، ويقول: "لا مانع من عودتهم وسوريا صرخت أكثر من مرة وقالت: عودوا، وهناك خطط لأكثر من اجراء لاخراجهم، لكن كان هناك من يغريهم بالمال والاغاثة ودعم المجتمع الدولي"، معتبرا ان "هذه الوعود تهدف إلى ابقاء اطار الازمة في سوريا وتصويرها على أنها ازمة كبرى"، ويصيف: "انا مع عودتهم، لأنه لا داعي لوجود السوريين على الأراضي اللبنانية طالما لا "عملة وشغلة" لهم كما أن على الدولة دعوة كل القادرين إلى العودة وفي حال كانت منطقته غير آمنة، فالنظام يسكنهم في آماكن لائقة وتم تجهيز قرى لهم".
[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم