الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

يوم البابا في عمان: مهرجان فرح لا يوصف

المصدر: "النهار"
موناليزا فريحة
موناليزا فريحة
A+ A-


كما كان متوقعاً، كان اللقاء الشعبي الاول للبابا فرنسيس في الاردن استثنائياً. من الاردن ومصر وسوريا والعراق وكردستان ، وخصوصا من لبنان ،حضر الالاف لاستقبال "بابا المحبة". من أميركا اللاتينية، وتحديدا مسقطه الارجنتين ، والبرازيل، وصولا الى الهند، جاؤوا لمشاركة الحبر الاعظم زيارة الحج الى الأراضي المقدسة. شيوخ وشباب ، رجال ونساء، حملوا آمالهم والامهم الى الاردن لملاقاته ،فكان هو على الموعد، وباركهم وشد أزرهم، موصيا اياهم ب"المثابرة" و"الصبر" للوصول الى السلام، وخص بالتحية اللاجئين الاتين من فلسطين وسوريا والعراق، محملا اياهم سلاماته الى ذويهم وجماعاتهم، ومؤكدا لهم قربه منهم.
منذ ساعات الفجر الاولى، تحول ملعب عمان الدولي خلية نحل. الحشود تصل وفودا الى المكان الذي تحول ساحة للصلاة والاحتفال. أعلام الفاتيكان ترفرف عاليا مع أعلام الاردن، وملصقات لصور البابا والملك عبدالثاني بن الحسين تزين الجدران.لافتات ركزت على معاني الحرية الدينية، وأقوال لفرنسيس ترفض الحروب وتحض على السلام انتشرت في كل مكان.ووسط هذا منصة بألوان علم الفاتيكان عليها صور البابا فرنسيس والقديس يوحنا بولس الثاني ويعلوها صليب كبير.
بعد انتظار طويل ،دقت ساعة الصفر . الثالثة وخمس دقائق تقريباً، اجتاحت ملعب عمان موجة من الفرح العارم .على أنغام نشيد الاستقبال "هللويا هللويا بابا فرنسيس أهلا بك في عمان" وصيحات "فيفا ال بابا فيفا ال بابا" وزغاريد النسوة، دخل الحبر الاعظم الملعب على متن سيارة بيضاء مكشوفة. أطل بجبة بيضاء وابتسامة عريضة فحول ساعات الانتظار دفقا لا يوصف من الحماسة والفرح.لدقائق تحولت سماء الملعب لوحة رسمتها بالونات بألوان علمي الفاتيكان والاردن ورفرت فوق الرؤوس أعلام الاردن ولبنان ومصر والعراق والارجنتين والبرازيل والهند.ببطء راحت سيارته تشق طريقها الى المذبح،فيما هو يبارك الحشود على يمينه تارة وعلى يساره طورا. كثيرون تركوا مقاعدهم ولحقوا به كأنهم يأملون بالتفاتة منهم أو بركة،فيما هو على عادته لم يتوان عن ملامسة أياد مدت اليه، ومباركة طفل رفع صوبه، وحتى معانقة ولد صعد الى سيارته للحظات.لكثيرين كان المشهد كأنه حلم صار حقيقة "بابا التواضع صار بيننا" ، "بابا الفرح والعطاء هنا على أرضنا"، و"مبشر المظلومين صار منا".أسراب الحمام وحدها أعادت الهدوء الى الملعب مؤذنة ببدء القداس.
وفي عظته التي ركزت على أهمية الروح القدس، تضرع البابا الى الله لكي "يمسحنا" لكي نصير أكر تشبها بالمسيح "ونشعر بأننا أخوة ونبتعد عن الانقسام".وحض على البحث عن السلام "بصبر" و"بنائه يدويا بتصرفات صغيرة وكبيرة تطاول حياتنا اليومية".وختم بمخاطبة الحشود، قائلا:"أعانقكم جميعا....كما يتوجه قلبي الى العديد من اللاجئين الاتين من فلسطين وسوريا والعراق ".وقال:"احملوا الى عائلاتكم وجماعاتكم تحيتي وقربي آمين".
وخلال القداس، تناول أولاد من رعايا أردنية القربانة الاولى، قبل أن يغادر البابا الملعب كما دخله على وقع الزغاريد وصيحات الفرح.أما الحشود التي أرهقتها ساعات الانتظار فتركت المكان بفرح وأمل بثهما في قلوبهم بابا المحبة.
لبنانيون ومصريون وعراقيون وأردنيون
صخر سابا البدوي اللبناني الذي يعيش في الاردن حمل علمه اللبناني وجلس به في الصفوف الامامية، وقال"انه نهار ملائكي وقد لا نعيش لنشهد زيارة بابا آخر للمنطقة".
روكسان شحادة وصلت مع مجموعة من بيروت لتحضر القربانة الاولى لاحدى قريباتها والمشاركة في القداس.وتقول:"ننتظر البابا فرنسيس في لبنان.لبنان يحتاج اليه ويتوق لزيارته".
أحمد شريحة المسيحي من الكرك في الاردن الذي قطع اكثر من 100 كيلومتر للحضور الى عمان والمشاركة في قداس البابا فرنسيس.ويقول:"جئنا في أكثر من عشر بابصات...الزيارة تاريخية ولن نفوتها...جئنا مع أولادنا ونشعر بفرح لا يوصف بعد رؤية البابا".
هند حضرت مع مجموعة من مصر لانها تعرف أن البابا لن يزور بلادها قريبا.وتقول:"لن يستطيع الذهاب الى سوريا والعراق ومصر...لو كانت الظروف مختلفة لكان زارنا في بلادنا.لذلك نحن الخراف الضالة وهو الراعي الذي يأتي لشد أواصرنا بأرضنا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم