الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

رماد الحرائق يكشف حجم المجزرة: محمية "خندق الرهبان" ماتت

رين بوموسى
A+ A-

معظم المساحات الحرجية في مناطق وادي شحرور وبطشاي وبعبدا التي طالتها النيران أمس تحولت بقعاً رمادية. الروائح التي خلفتها الحرائق طغت على روائح أشجار الصنوبر المعروفة في المنطقة. النكبة البيئية الاكبر كانت في واحدة من اهم المحميات الموجودة في لبنان، انها محمية "خندق الرهبان" التي احترق 80 في المئة منها، هناك تحولت النباتات رماداً والحيوانات جيفاً.


يقول رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد لـ"النهار" أن التقديرات الأولية تشير الى احتراق ما بين 300 الى 500 ألف متر مربع من المساحات الخضراء في منطقة وادي شحرور حتى بطشاي الى محمية خندق الرهبان وصولاً الى بعبدا.
محمية خندق الرهبان والتي تقع في بعبدا لم تعد محمية، اذ احترق أكثر من 80 في المئة منها وهي تمتد على أكثر من 100 ألف متر مربع. ويشير أبي راشد الى أنه وخلال الكشف الذي أجري اليوم بعد أن تم اطفاء النيران التي اندلعت أمس، تبيّن ان الحرائق لم تطل الاخضر فحسب، بل رصدت سلاحف وأفاع وقنافذ وحيوانات أخرى متفحمة جراء الحريق الذي لم يترك شيئاً.
تضم المحمية أكثر من 30 نوع شجرة وشجيرة وأكثر من 300 نوع نبتة وأزهار برية متنوعة، ويلفت ابي راشد الى أن هذه المحمية غنية كثيراً بالأنواع الموجودة فيها، فهي تضم "نحو 40 نبتة في الهكتار الواحد.. في حين أن أكبر محمية في لبنان تضم 1.7 نبتة في الهكتار الواحد"، مؤكداً ان "الحريق قضى على 80 في المئة من غنى هذه المحمية".
ويطالب أبي راشد بضرورة اجراء تحقيق لمعاقبة المسؤولين عن تمدد هذا الحريق والمسؤول عن عدم اطفائه بالسرعة المطلوبة، مشدداً على ضرورة حماية المساحات المحروقة لعدم استغلالها وبناء مشاريع سكنية أو طرق.
يزور المحمية سنوياً اكثر من 25 الف زائر يأتون لمراقبة الطبيعة اللبنانية المتنوعة والتي تجسد محمية "خندق الرهبان" عينة منها، فقد جذبت الخبراء الغربيين بتنوعها.
الخبير البيئي جورج طعمة أجرى منذ سنوات دراسة عن هذه المحمية "الفريدة"، بحسب تعبيره. وتتأتى الفرادة  من كونها المحمية الوحيدة القريبة من المدينة، فضلا عن تنوع الأشجار والنباتات والحيوانات وموائل (ecosystem) متعددة ومتنوعة تضمها. ويقول طعمة لـ"النهار" ان "الطبيعة الساحلية والجبلية تلتقيان في المحمية".


كيف نعيدها كما كانت؟


عملية اعادة تشجير المحمية صعبة وفق أبي راشد الذي يشير الى أن التشجير في هذه الأمكنة بعد اندلاع الحرائق هو خطأ ايكولوجي "الطبيعة بتعيد حالها بحالها". ومن جهته، يؤكد طعمة أن "المحمية يجب أن تترك حتى الخريف وان يتم الكشف عليها لمعرفة ما ينبغي فعله".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم