الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

المسألة مسألة "شخص" الرئيس

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

من جملة ما سمعت من تعليقات عفويَّة على جلسة يوم الأربعاء الرئاسيّة، قول أحدهم: ما أشبه اليوم بالبارحة.


وما أشبه الاستحقاق الجديد وظروفه بالاستحقاقين السابقين... مع اختلافات شكليَّة من حيث الظروف والأوضاع الأمنيَّة والسياسيَّة.
مع أن اليوم يختلف عن البارحة، والمرحلة الراهنة لا تشبه المراحل السابقة.
على رغم ذلك لم ألمس لدى الناس شيئاً من مخاوف الماضي والهواجس التي كانت تُسربِل البلد وأهله وأصدقاءه، وتضع الجميع أمام أسوأ الاحتمالات.
بالطبع، لا نزال في أوّل الطريق وضمن المهلة الدستوريَّة، وإن يكن البعض لا يرى في الأفق الرئاسي متغيِّرات تُذكَر على صعيد اكتمال النصاب في الجلسة المقبلة، أو التوصُّل إلى انتخاب رئيس بما يشبه الأعجوبة.
في كل حال، وأياً تكن اتجاهات الرياح السياسيَّة، فإن اللبنانيّين يكتشفون مرَّة جديدة أنهم أمام تجربة رئاسيَّة "مُلتبسة" بكل ما يحيط بها، وما يُتوقَّع أن ينتظرها من عقبات وعراقيل قد تمتدُّ طويلاً، وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً... على خط العلاقات والمفاوضات والمقاربات بين طهران والرياض، ثم بين واشنطن وطهران، مروراً بالحرب الضروس التي تنهش سوريا.
إذاً، ليس مستغرباً أن يغدو الاستحقاق الرئاسي حديث البلد والناس. وعلى كل المستويات. وبالنسبة إلى مختلف وسائل الإعلام. إلى أن ينجلي الغبار، وتنجلي الأسباب والعوامل المعرقلة والمانعة، وتُتاح الفرصة المؤاتية لانتخاب رئيس جديد.
من المبكر جداً الدخول في مرحلة التنجيم والتبصير وتقديم هذا المرشَّح على ذاك أو ذيَّاك. غير أن "الأجواء" على مستوى بعض القيادات والمرجعيّات تميل إلى الاعتقاد أن المرحلة اللبنانيَّة العربيَّة الإقليميّة تتطلّب وجود رئيس توافقي، ليس غريباً عن متغيّرات المنطقة ومناخاتها، ولا هو حديث الإلمام بالأزمات وارتداداتها.
إنما، مَن يدري ماذا يحدث غداً، أو بعد أسبوع، أو خلال الساعات المقبلة... فما بين طُرفة عين والتفاتتها يغيِّر الله من حال إلى حال.
على أن ما لا يجوز تجاهله، أو القفز فوقه، هو وجود حكومة توافقيَّة أظهرت حتى اللحظة حرصاً وانسجاماً وتعاوناً مما تُضرب به الأمثال. وهذا "العنصر الوطني" الذي لم يكن متوافراً في الأزمنة والاستحقاقات السابقة، من شأنه إضفاء أجواء مستقرّة وآمنة، قد تُعيد "اكتشاف" العرب للبنان الذي كان يوماً وطنهم الثاني ومصيفهم الأول ومقصَدهم الدائم.
لا يزال أمامنا أكثر من جلسة واحدة والكثير من الاحتمالات. فالمسألة مسألة "شخص" الرئيس وتاريخه.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم