الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لحام: لتتقارب الآراء وتتوحد لإنتخاب رئيس

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

أكد بطريرك انطاكية وسائر المشرق لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، "ان الكنيسة المسيحية في الشرق هي ابنة الشرق وولدت في الشرق، وقال احدهم "اذا كان المسيح ولد في فلسطين فالمسيحية ولدت في الشرق".


واشار، في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، الى ان "كنيسة القيامة تسمى في القدس نصف الدنيا او قلب الدنيا، وكانت خرائط العالم في القرون الوسطى ترسم في وسطها خريطة القدس، اي منطقتنا". وقال: "هذه المنطقة تميزت بالمسيحية كما تميزت ايضا باليهودية والاسلام، وما يجمعهم هو الواقع التاريخي الذي هو الدليل الى كل ما يقال عن تواجدنا وتاريخنا المشترك وعن تفاعلنا مع بعضنا البعض، وتأثر كل فريق بالاخر، ما يعني اننا جميعا مولودون هنا، حضاريا وثقافيا وايمانيا. من هنا انطلقت الاديان السماوية الى العالم، وقد قال البابا يوحنا الثالث والعشرون ان ما يجمعنا في هذه المنطقة من العالم اكثر بكثير مما يفرقنا مسيحيا وايضا انسانيا وايمانيا ولبنانيا وعربيا".
ولفت الى ان "النسبة الاكبر من المسيحيين في الشرق هي من الاقباط الارثوذكس الذين يعيشون في مصر، وان الارثوذكس هم الاكثرية بين المسيحيين في المشرق العربي، وهذا التوزيع والتنوع يجب ان نفهمه"، وقال: "الان، الانسان المسيحي قلق ويحتاج الى من يحميه، ولكنني أقول ان من يحمي المسيحي هو الامان والايمان، واقول اعطني امانا اعطيك مسيحيين متطورين في مجتمعهم ويتمتعون بتأثير كبير في مجتمعهم حتى لو لم يكن عندهم وزراء ونواب. لذلك على الغرب الذي يدعي انه يحمي المسيحيين اقول له اعطني سلاما بدل السلاح وانا اعطيك حضورا مسيحيا فاعلا في الشرق".
الدور المسيحي
وقال لحام: "عندما يقولون في اوروبا ان المسيحي في الشرق مضطهد اقول لهم توقفوا، اعطونا سلاما اعطيكم حضورا مسيحيا فاعلا في الشرق، ولا تتكلموا عن الحضور المسيحي بل تكلموا عن الدور المسيحي، فالعدد المسيحي لا يعنيني شيئا بل الحضور المسيحي والدور المسيحي، وكما يقال لا معنى للحضور بدون دور ولكن اقول لا دور من دون حضور، لذلك علينا المحافظة على عددنا حتى نقوم بدورنا، فالحضور من دون دور لا يعني شيئا والعدد من دون دور لا يعني شيئا، وما يحمي المسيحيين هو وجود الانظمة الديموقراطية والتعددية والمستقرة والساعية دائما الى السلام".
السلام
ولفت الى ان "عدم توفر الديموقراطية في الشرق مرده الى عدم توفر السلام، فالانظمة العربية استغلت القضية الفلسطينية حتى تستعبد شعوبها، واليوم للاسف نسيت قضية فلسطين والكل يدعي انه يدافع عن فلسطين، في حين لا يعطى الفلسطينيون اي حقوق او اي امل بالعودة الى بلادهم. لم نسمع اي صوت يدافع عن قضية الشعب الفلسطيني، والعيب الاكثر ان الفلسطينيين على ضعفهم وعلى عدم اهتمام العالم بهم، وعلى مشكلاتهم الكبيرة وما يعانون من فقر ومن اضطهاد ومن مهانات منقسمون على بعضهم بعض. وبما انني احمل جواز السفر الفلسطيني، فقد اقمت وعملت 26 سنة في فلسطين، اقول لاخوتي الفلسطينيين لما عدتم من مرج الزهور في لبنان بعد ابعادكم في مطلع التسعينات وقد اجتمعتم عندي في نابلس يومها قلت لكم يعرف العالم انكم فلسطينيون لانكم تحبون بعضكم بعضا، وقد تحقق هذا الشيء في لقائي بكم. واهمال القضية الفلسطينية ناتج عن عدم اكتراث العالم العربي وتآمر العالم".
وأكد لحام، انه "اذا لم يتوفر السلام في سوريا وفلسطين لن يكون هناك سلام في العالم. والان، الازمة السورية الحالية ليست ازمة سورية فحسب بل هي ازمة الشرق الاوسط، وانا اقول ذلك لكي احفز على حل هذه الازمة كي لا تكبر شراراتها".
رئيس لبنان
وعن انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، اشار لحام الى انه "يقال الرئيس القوي، واقول انا اذا كان لبنان قويا يعني ان الرئيس قوي، واذا كان لبنان ضعيفا فرئيسه يكون ضعيفا، واي زعيم لبناني لا يمكن ان يكون قويا اذا كان لبنان غير قوي، فهذه معادلة خاطئة، لذلك ما نرجوه، ان نقيم الصلاة حتى نوحد الكلمة عند النواب من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، ولذلك انا ادعو جميع اللبنانيين وخصوصا المسيحيين ان نقيم الصلاة في كل كنائسنا من اجل نجاح الانتخاب لرئيس جمهورية جديد، فانتخاب رئيس للجمهورية مهم جدا للبنان وللمنطقة في هذه المرحلة الحساسة، فرئيس جمهورية للبنان ضعيف لا ينفع لسوريا ولا للعالم العربي".
وطلب لحام الى اللبنانيين "ان يتخلوا عن المناظرات السياسية وينتخبوا مشاريع جيدة حتى يستطيع الرئيس والحكومة والنواب تقديم الانماء للمواطنين الذين هم في حاجة الى الانماء اولا"، وقال: "نريد اذا، رئيس جمهورية في دولة انماء ومشاريع لتحسين مستوى الحياة عند اللبنانيين. لذلك اطلب من اخوتي النواب والمرشحين ان يوقفوا السجالات ويقدموا سلة من المشاريع كي تعطي الامل للبنان وتقويه، وبدل انفاق 3 مليارات دولار على السلاح فلننفقها على المشاريع، فعندما تتحسن اوضاع الناس يصبح الوطن كله قويا".
وتابع: "يقال عن الكهنة انهم بتوليون لا يتزوجون ولا ينجبون الاطفال لكنهم ينجبون المشاريع الكبيرة، ويقول يسوع "فرحتي ان تأتوا بثمار وتدوم ثماركم"، وفرحتنا ان تدوم ثمار لبنان. وهذه هي قوة لبنان في ان يكون لديه مشاريع تجذب السياحة وكل الاستثمارات، فبدل ان تكون الاموال للسلاح يجب ان تكون للاستثمارات والانماء، وما نريده للبنان حتى تحصل الانتخابات الرئاسية ويتم انتخاب رئيس، قليلا من الديموقراطية وكثير من التوافق، والمطلوب الهدوء والاستقرار توافق اكثر ومشاريع انمائية اكثر".
مسيحيو سوريا
وعن هجرة المسيحيين من سوريا، قال: "في الواقع، عندما يكون هناك خطر امني داهم، وكما يقول المثل الفرنسي "فليهرب من يستطيع تخليص نفسه"، فوضع المسيحيين في سوريا كوضع جميع السوريين"، مشيرا الى انه يوجد 9 ملايين سوري نازح داخل وخارج سوريا، من بينهم حوالى 450 الف مسيحي"، معتبرا ان "مشكلة النزوح وعدم الاستقرار هي واقع سوريا ككل وليس المسيحيين فحسب".
وقال: "الاخطار والمآسي في سوريا تطال الجميع، انما المسيحي هو الاضعف والاكثر تأثرا بالظروف الصعبة. ولكن في الواقع، فان الاحوال المأساوية دفعت السوريين الى الهجرة ولكن في الحقيقة هذه الهجرة قوت المواطنة فيهم والايمان بمحبة الوطن والله، وانا من دون تبجح اكثر كقائد روحي يتواصل مع المواطنين في الازمات وكل بيت اصابه ضرر او وقع عنده شهيد حاولت زيارته، ورغم الظروف وجدت في تلك البيوت مدارس للايمان وفي كنائسنا مدارس للتلاقي والايمان، وهذه قوة روحية تداخلت مع الروح الوطنية. وعلينا نحن ان نقوي معنويات الناس، فقد تغلبنا على عقدة الخوف في حياتنا وازدادت الوطنية والمواطنة".
وأكد "ان المسيحيين يطالبون اكثر من الاخرين بوطن متجدد"، وقال: "نحن على المستوى الكاثوليكي كان لنا صوت واحد مع باقي الطوائف للتمسك بوحدة وتضامن ابناء سوريا في مواجهة الازمة، مواطنة وايمان متشابكان. وانا اشدد في كل لقاءاتي على الصمود وعلى التحفيز للتلاقي والوحدة بين ابناء سوريا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم