الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جعجع نجح ولم يفز !

راجح الخوري
A+ A-

نجح الدكتور سمير جعجع في إعادة الإعتبار الى اصول وقواعد الترشّح لرئاسة الجمهورية في لبنان بعدما كانت العملية تملى بتصريح من الباب العالي السوري، او يتم ترتيبها وراء ابواب اقليمية مغلقة وتبلّغ الى النواب الاشاوس وسمعاً وطاعة يا مولانا !
لم يفز جعجع في ان يكون رئيساً لكنه نجح في خوض معركة رئاسية وفق الاصول، ربما يرى البعض انها بروفة رئاسية جيدة جدا، كما في وضع سقف واضح عبر برنامجه الانتخابي الذي جال به على الافرقاء السياسيين، وهو ما سيجعل غيره من المرشحين يتعرّق خجلاً اذا نزل تحت سقف المواصفات التي وضعها للرئيس وللدولة القوية.
ونجحت ١٤ آذار في اجتياز امتحان حساس على صعيد وحدة صفوفها، فليس سراً ان عجالة جعجع في اعلان ترشّحه قبل ان تجتمع كتلة ١٤ آذار النيابية وتسمّي مرشحاً لها، شكلت رهاناً عند خصومها في ٨ آذار على ان هذا الترشّح سيؤدي الى انقسامات جذرية في صفوفها، ولكن ترشّحه المبكر ربما هو الذي وفر عليها عناء المفاضلة والانقسام المحتمل.
ونجح الكاردينال بشارة الراعي في "فرض" اكتمال النصاب النيابي في الجلسة الاولى، وهو ما لم يكن ليتم لولا مواعظه القوية بهذا الخصوص، وربما على خلفية هذا الأمر لم يتردد الرئيس نبيه بري في القول للنواب الذين اكملوا نصاب الجلسة في خلال عشر دقائق "عاش مين شافكم"، في اشارة الى تغيبهم المعتاد عن الجلسات العادية، فكيف بجلسة انتخاب رئيس جديد وفي غياب كلمة السر الاقليمية حتى الآن؟!
واذا كان وليد جنبلاط قد نجح في اتخاذ موقف ثالث مفتعل ومثير بين ١٤ آذار و٨ منه عبر ترشيحه نائب كتلته هنري حلو الرجل المتواضع والآدمي، والذي كان "ضالاً" لبعض الوقت فوجد، إلا انه وضع في خانته علامة لم تكن ضرورية على الاطلاق، فقد كان والده المرحوم كمال جنبلاط دريّاً الى درجة الاكتفاء بالقول انه هو من يمتحن رؤساء الجمهورية في لبنان تمهيداً لانتخابهم، لكن وليد بك جانب هذه الدراية ليقال بعد اليوم انه حاول اخراج الرئيس الماروني من جيبه !
كان واضحاً ان المطلوب إسقاط جعجع ببياض الاوراق وسواد القلوب، فالذين تعلموا التقية بالمعاشرة ويطرحون انفسهم وفاقيّين، نسوا انهم كسروا مزاريب العيون كلها وصاروا يطرحون انفسهم وفاقيين والعتب على من يصدّق، وكان واضحاً ان الذين استحضروا الماضي بأوراق من خارج سياق الانتخاب نجحوا في تذكير اللبنانيين بما لهم هم ايضاً من غسيل ناصع منشور في وجدان لبنان !
في اي حال، اذا تمكن جنبلاط من الامساك بالاصوات الـ١٦ التي نالها صديقي هنري حلو فسيكون جنبلاط هو الرئيس، لا الذي سيتم انتخابه !


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم