السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قد تكون زيارة أوباما للسعودية غير ناجحة!

سركيس نعوم
سركيس نعوم
A+ A-

ردّ الباحث المهم في مركز أبحاث أميركي جدي ومعروف، والعضو السابق في أكثر من فريق رسمي حاكم وصاحب خبرة واسعة في الشرق الأوسط وقضاياه المعقدة، على إشارتي إلى أن وزير الدفاع تشاك هيغل يهتم بشؤون وزارته فقط ولا يثير مع الرئيس أوباما أي موضوع آخر، قال: "لم أسمع عن هيغل هذا الأمر. أما ما قيل ويقال عن كيري فهو صحيح". علّقتُ: قيل لي أن كيري لا يرى أوباما إلاّ مرة في الأسبوع فقط. ويخرُق هذه القاعدة عند حصول تطورات تستدعي الاجتماع المباشر. وهو يكتفي باطلاعه عبر مساعديه في البيت الأبيض على ما يرى وجوب معرفته إياه، علماً أنه وزير خارجية وهو الذي يجب أن يعطيه موجزاً (Briefing) يومياً إذا دعت الحاجة عن التطورات في العالم. ردّ: "ربما يصبح الرؤساء بعد سنين عديدة من توليهم السلطة معتادين على التعاطي مع حلقة صغيرة وضيقة من المستشارين والمساعدين. مررنا مع الرئيس جورج بوش بثماني سنوات عجاف. حربه في العراق فشلت في تحقيق أهدافها على رغم إسقاطها صدام حسين ونظامه. ثم حصلت أمور داخلية صعبة وكارثية مثل العاصفة "كاترينا" (Hurricane). وآثارها كانت صعبة، وخصوصاً في مدينة نيو أورلينز. هذه الأمور وأخرى غيرها خفضت شعبيته كثيراً. والآن مع خلف بوش الرئيس أوباما فان الأمر قد يتكرر. أي ربما تكون سنواته الثماني غير مُنتجة على رغم نجاحات حققها على طريق إقالة الاقتصاد الأميركي من عثرته أو أزمته. وطبيعي أن يؤثر ذلك كثيراً على أميركا. طبعاً أميركا قوية ومتقدمة عسكرياً وتكنولوجياً بما لا يقاس على العالم. ولا خوف عليها من حيث المبدأ. لكن لا بد من العمل. وفيها نظام أنا لا أزال أؤمن به. فهو يصلح نفسه بنفسه وقت الحاجة".
انتقلنا في الحديث إلى المملكة العربية السعودية فقلتُ: سمعت أن زيارة الرئيس أوباما الأخيرة لها لم تكن ناجحة. إذ قال لي أحد المطلعين جداً في واشنطن أنه والملك عبدالله بن عبد العزيز لم يتفقا على شيء. طلب الملك المساعدة في تأسيس بل بناء جيش سوري حر، وطلب صواريخ ضد الدروع، وأخرى ضد الطائرات تطلق من على الكتف. رفض أوباما ذلك انطلاقاً من اقتناعه وأركان حلقته الضيقة بأن من يسعى إلى أسلحة وجيش إنما لا يريد حلاً سياسياً بل يعمل لحل عسكري. طبعاً لم تَسُد السلبية الاجتماع والمباحثات إذ ربما وافق الرئيس الأميركي على صواريخ مضادة للدروع ووعد بدرس تزويد الثائرين على الأسد والمضمونين من المملكة خمسة صواريخ مضادة للطائرات. وإذا قرر ذلك يكون وجّه رسالة إلى النظام السوري وأخرى إلى روسيا وثالثة إلى إيران. كما ان ذلك سيمكِّنه من معرفة إذا كانت الصواريخ هذه ستنتقل إلى أيدي إرهابيين إسلاميين. علماً انها مصنوعة بطريقة تجعلها تدمِّر نفسها أوتوماتيكياً إذا وقعت في الأيدي الخطأ. وعلماً أيضاً أن المطّلع نفسه لفت إلى أمرين. الأول أن العاهل السعودي كان "يتعالج" طبياً في اثناء الاجتماع لكنه لم يفصح كيف، مع تأكيده أن ذلك لم يؤثر على مجرى المباحثات. والثاني أنه بدا غير معني (Detached) بعد سماعه مواقف أوباما. ردّ الباحث المهم والعضو السابق في أكثر من فريق رسمي حاكم نفسه، قال: "قد تكون زيارة السعودية غير ناجحة. أنا نصحت أكثر من مرة باستمرار العلاقة بين أميركا والسعودية على كل المستويات. ليس كافياً أن تكون هناك علاقة بين رئيس الأولى وملك الثانية. هناك أمور وقضايا كثيرة ومشكلات لا بد أن يتم التشاور في شأنها في استمرار من أجل معالجتها أو على الأقل الحدّ من أخطارها. نصحت أيضاً أن يتحدث الرئيس مع الملك بالاستراتيجيا وبالتفاصيل لأن هناك قضايا كثيرة يختلفان عليها أو يختلف عليها البلدان. والدولتان متفقتان على استراتيجيا تقول: لا لإيران نووية ولا للإرهاب ولا للأسد في سوريا. الثقة بين الدولتين يجب أن تعود، وساعتها يمكن مناقشة الأمور التفصيلية بكثير من الإيجابية والحكمة. الملك عبدالله مريض وهذا طبيعي مع إنسان بلغ الثانية والتسعين من العمر. وولي عهده الأمير سلمان مريض أيضاً. وهو مشغول بأمور داخلية عدة مثل الخلافة السلِسة و"التغيير" وبمواجهة تحديات وتهديدات اقليمية. ومن أكثر الأمور خطورة أن تصل السعودية وهي في الحال التي وصفتها لك إلى اقتناع بأن أميركا ستتخلى عنها وتالياً إلى انتهاج سياسة أو سياسات متشدِّدة".
ماذا قال الباحث المهم حالياً والمسؤول السابق نفسه عن السعودية أيضاً؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم