الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"..واسرائيل غاضبة!

المصدر: "أ ف ب"
A+ A-

شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء على عدم وجود "تناقض بين المفاوضات والمصالحة" مؤكدا التزام الفلسطينيين بالسلام القائم على الشرعية الدولية.
واكد عباس في بيان رسمي صدر عنه "لا تناقض بتاتاً بين المصالحة والمفاوضات، خاصة اننا ملتزمون باقامة سلام عادل قائم على اساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية".
وتابع "ان مصلحة الشعب الفلسطيني تتطلب الحفاظ على وحدة الارض والشعب".
واضاف البيان ان الرئيس الفلسطيني قال تعقيبا على اعلان وفدي المصالحة الوطنية انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الذي جرى في مدينة غزة ظهر الاربعاء "ان مصلحة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على وحدة الارض والشعب ستقوي وستساهم في تعزيز اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وتابع الرئيس الفلسطيني "ان مثل هذه الخطوة المدعومة عربيا ودوليا ستعزز من قدرة المفاوض الفلسطيني على انجاز حل الدولتين، وهو الامر الذي ينسجم تماما مع مبادرة السلام العربية واتفاقيات مكة والدوحة والقاهرة، ومع الشرعية الدولية وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 2012 الذي اعترف بدولة فلسطين بصفة مراقب على حدود عام 1967".


وكان الفلسطينيون اتفقوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال خمسة اسابيع في اطار جهود المصالحة الداخلية بين حركتي "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس و"حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، مما اثار انتقادات المسؤولين الاسرائيليين في غياب اي تقدم في مفاوضات السلام المتعثرة مع اسرائيل.


وأعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية في مؤتمر صحفي بعد توقيع الاتفاق بين حركتي حماس وفتح، عن "انتهاء مرحلة الانقسام الفلسطيني، والإتفاق بين الفصائل الفلسطينية على وضع آليات لتطبيق المصالحة".
وأكد هنية "الالتزام بكل ما اتفق عليه في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة"، مشيراً الى أن "الاتفاق يخول الرئيس الفلسطيني بتحديد موعد الإنتخابات بالتشاور مع القوى الوطنية".


ونصّ الاتفاق على اجراء الانتخابات بعد 6 اشهر من تشكيل الحكومة، وعلى اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني خلال 5 أسابيع، على ان يبدأ الرئيس محمود عباس مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني فورا".


وشدد هنية على ان "الإتفاق ينص على تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية في غضون خمسة أسابيع وتفعيل المجلس التشريعي وتشكيل حكومة خلال خمسة اسابيع على أن يتبعها اجراء انتخابات تشريعية خلال ستة اشهر".


وجاءت تصريحات هنية عقب لقاء استمر نحو ست ساعات بين قيادات حماس، وفي مقدمتها اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومتها وموسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ووفد منظمة التحرير برئاسة عزام الاحمد، مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح.


والى جانب الاحمد يضم وفد المنظمة، المكلف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كلا من النائب المستقل مصطفى البرغوثي ورجل الاعمال المعروف منيب المصري وبسام صالحي امين عام حزب الشعب الفلسطيني وجميل شحادة امين عام الجبهة العربية الفلسطينية.
وتجري المحادثات حول "تشكيل حكومة توافق وطني والانتخابات وتفعيل اطار منظمة التحرير الفلسطينية".
وليست هذه المرة الاولى التي يعلن فيها الطرفان رغبتهما في تشكيل حكومة وحدة وطنية.
من جهته اكد استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سمير عوض ان "الناس سمعت هذه الاخبار اكثر من مرة وانفعلت. وفي النهاية كان يتم خرق الاتفاق سواء من فتح او من حماس".
بينما اشار المحلل السياسي هاني المصري الى ان "المصالحة الفلسطينية والمفاوضات مع اسرائيل حاليا تكتيكية، كل طرف له حساباته الخاصة" موضحا ان "هذه المصالحة لا تقف على اقدام ثابتة ومعرضة للانهيار في اي لحظة".
الى ذلك اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتخريب عملية السلام.
وقال نتانياهو عند استقباله وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورس "بدلا من ان يختار ابو مازن السلام مع اسرائيل هو يختار المصالحة مع حماس".
واضاف "هل يريد المصالحة مع حماس ام السلام مع اسرائيل؟ يمكن تحقيق احدهما فقط، املاً ان يختار السلام مع اسرائيل ولكن حتى الان لم يفعل ذلك".


في المقابل وردا على تصريحات نتانياهو اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه "لا يمكن تحقيق السلام دون تحقيق المصالحة الفلسطينية".


وقال عريقات "المصالحة مصلحة فلسطينية عليا".


وعقد امس لقاء تفاوضي جديد بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين بحضور المبعوث الاميركي مارتن انديك.


واشار عريقات الى ان الاجتماع "استمر لساعات" موضحا ان "الهوة ما زالت عميقة والخلافات قائمة"، مضيفاً "سنواصل لقاءاتنا مع الوفد الاسرائيلي حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري وهو الموعد النهائي المحدد للمفاوضات".


ومؤخرا تعثرت هذه المفاوضات وهي تقترب اكثر فاكثر من شفير الانهيار.
ورفضت اسرائيل ا مطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتمديد مفاوضات السلام قبل اسبوع من انتهاء فترة التسعة اشهر المحددة للتوصل الى اتفاق.


واكد عباس خلال لقاء مع صحافيين اسرائيليين في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله امس استعداده لتمديد المفاوضات مع اسرائيل حتى ثلاثة اشهر بعد موعدها النهائي، شرط ان تجمد حكومة بنيامين نتانياهو بشكل كامل الاستيطان وان تقبل بمناقشة حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.


وتشهد عملية السلام مأزقا منذ رفضت اسرائيل الافراج في 29 اذار عن دفعة رابعة واخيرة من الاسرى الفلسطينيين.


هذا و خرج الاف الفلسطينيين الى الشوارع في غزة احتفالا باعلان اتفاق انهاء الانقسام والمصالحة الفلسطينية بين حركة "حماس" ومنظمة التحرير الفلسطينية .


وتجمع المئات قرب ساحة الجندي المجهول، على مقربة من مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة، كما تجمع مئات اخرون في ميدان خان يونس، ومثلهم في رفح في جنوب القطاع، وهم يرفعون الاعلام الفلسطينية، ويرددون الهتافات ومنها "وحدة وحدة وطنية"


كما تظاهر المئات في شوارع شمال القطاع، بينما اطلقت مئات السيارات العنان لأبواقها في الشوارع، احتفالا بالاتفاق الذي كان اعلن قبل دقائق.


 


 اسرائيل ترد على المصالحة


الرد الاسرائيلي لم يتأخر كثيرا، فاعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن الغاء جلسة تفاوضية كانت مقررة مساء اليوم مع الفلسطينيين، وذلك بعد ساعات من اعلان حركة "حماس" ومنظمة التحرير الفلسطينية عن اتفاق مصالحة بينهما.
وقال المتحدث باسم نتانياهو اوفير جندلمان على حسابه الرسمي على موقع تويتر "اسرائيل الغت اللقاء التفاوضي الذي كان مرتقبا هذا المساء مع الفلسطينيين".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم