الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رسائل الجلسة الأولى وحال 14 و8 آذار!

المصدر: -"النهار"
محمد نمر
A+ A-

لم يكن مفاجئاً عدم استطاعة نواب الأمة انتخاب رئيس جمهورية في دورة الاقتراع الاولى، لكن إلى جانب الرسائل السياسية، جملة من المؤشرات أظهرتها الجلسة وقسمتها أوساط نيابية بارزة إلى إيجابية وسلبية.


المؤشرات الايجابية


"أولاً:للمرة الأولى ومنذ فترة طويلة أقربها أيام الوصاية السورية، تخوض القوى السياسية لعبة ديموقراطية في انتخابات رئاسة الجمهورية.


ثانياً: استطاعت قوى "14 آذار" بمعزل عن عدد الأصوات التي نالها جعجع، خوض المعركة بكتلة متراصة، وتأمين 48 صوتاً لصالح جعجع في جلسة تحتاج إلى 86 صوتاً لانتخاب رئيس للجمهورية، الامر الذي ابرزها ككتلة مقررة في الدورة الثانية.
ثالثاً: هزمت الدورة الأولى إرادة التعطيل الممثلة بـ 52 صوتاً، إذ تمثلت إرادة الانتخاب بـ 48 صوتاً لجعجع و16 صوتاً للنائب هنري حلو، اي تجلت ارادة الإنتخاب بـ 64 صوتاً، بفارق صوت واحد عن الاصوات المطلوبة لانتخاب رئيس في الدورة الثانية.



المؤشرات السلبية


أولاً: اللجوء فور التصويت إلى التعطيل، بدليل أن "حزب الله" وقبل اجراء عملية الفرز انسحب من الجلسة وتبعه "التيار الوطني الحر"، ما يلغي فرضية ان يكون العماد ميشال عون مرشحاً "توافقياً" كما يسوّق له نوابه، ويثبت أنه يخوض المعركة من صلب "8 آذار" بثلاثية التشويه والتعطيل والورقة البيضاء.
ثانياً: كانت سبع أوراق كتبت عليها اسماء ضحايا الحرب كافية لملاحظة مدى اهتمام نواب بنبش صفحات الحرب واستعادتها في استحقاق ديموقراطي بقصد التشويه".


مرحلة تقويم


وفي العودة الى مرحلة ما بعد الجلسة، يبدو أن الفريقين انطلقا في مرحلة تقويمية للجلسة الأولى. وهنا يبرز أمام 14 آذار احتمالات عدة أهمها، الاستمرار بخوض المعركة بالدكتور جعجع ومحاولة كسب المزيد من الأصوات أو خلط الأوراق من جديد وتبني ترشيح الرئيس أمين الجميل لـ"جس نبض" الفريق الاخر، أو البحث عن رئيس توافقي يكسب أصوات حلو الـ 16. في المقابل، من المتوقع ان تعتمد قوى 8 آذار سياسة التعطيل وعدم اتمام النصاب حتى ضمان الأصوات التي تحقق انتخاب العماد ميشال عون قبل الاعلان عن ترشيحه، تزامناً مع مشاورات البحث عن الرئيس التوافقي.


وفي السياق، يعرب عضو كتلة "الكتائب" النائب إيلي ماروني عن خشيته من "أن يبقى فريق 8 آذار الذي أصرّ على تعطيل النصاب على سلوكه فترة طويلة". ويأمل في انعقاد جلسة الأربعاء "لنخوض المعركة مباشرة بمرشح من 14 آذار".
السؤال اليوم، هل ستعيد "14 آذار" النظر بترشيح الجميّل؟ يجيب ماروني: "إنه مرشح طبيعي ونحن اليوم التزمنا كحزب بقرار المكتب السياسي وصوّتنا لجعجع، وسيُبنى عل الشيء مقتضاه وسنرى معطيات المرحلة المقبلة ونأخذ القرار المناسب"، مشدداً على أن "الكتائب ستتقيّد بقرار قوى 14 آذار في المرحلة المقبلة". ويقول: "صوّتنا بكل رضى وقبول وقناعة لجعجع ".
على خط فريق 8 آذار، يؤكد عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب آلان عون لـ"النهار" أن فريقه "سيجري تقويماً للجلسة الأولى ويتابع مواقف القوى السياسية، وعلى أساسها يتخذ القرار".
ويرى عون أنه من المبكر الحديث عن ترشيح الجنرال، ويقول: "حالياً كل الكتل النيابية وخصوصاً 14 آذار في مرحلة إعادة تقويم، وسنرى إذا كان الفريق الآخر سيكمل بالطريقة عينها بعدما لم يصل إلى نتيجة اليوم"، مضيفاً ان "إعادة التقويم ستدفع الكتل الأساسية في 14 آذار في اتجاه استكمال المفاوضات مع فريقنا والفريق الاخر من أجل بلورة وفاق معيّن يمكن أن يُترجم في انتخابات الرئاسة".
ويذّكر بأن "العماد عون طرح نفسه كمرشح "وفاق" وهو يسعى إلى انضاج هذا الوفاق، وفي هذه المرحلة ليس في حاجة إلى أن يترشح"، مشيراً إلى أنه "وفق تقدم الاتصالات في المرحلة المقبلة سنحدد موقفنا من الحضور او عدمه".
لماذا لم يُصوّت "حزب الله" للجنرال؟ يجيب: "لم يكن اسم العماد عون مطروحاً للتصويت، ومن غير الممكن أن تكون ملكياً أكثر من الملك، وإذا لم يعلن الملك ترشيحه بعد، فكيف يؤيده "حزب الله" مسبقاً؟". ويشدد على أن "ليس لدى التيار الوطني الحر نية لتعطيل الاستحقاق، بل نريد تتويج الوفاق ونسعى لانضاجه في أسرع وقت ممكن، ولسنا مع جلسات شكلية".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم