الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

يُقرأ من الجلسة الأولى!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

همّان رئاسيّان لا همٌّ واحدٌ في ساحة النجمة، والساحة السياسية اللبنانية بصورة عامة، أحدهما لبناني بطبيعة الحال والآخر سوري للبنان حصة محفوظة جرّاء تداعياته.


همّان، ورئيسان، وطرفان دوليان: أميركا غرباً وإيران شرقاً، وبينهما حصة للمضارب الروسي الذي يملك الى جانب الفيتو شيئاً من المَونة.
الخبراء والمخضرمون والقريبون من مراكز النفوذ دولياً وإقليمياً يسلّمون أن الوضع في لبنان لا ينفصل سياسياً ورئاسياً، على الأقل، عن الوضع في سوريا، ولا عن الامتدادات "المشتركة" إيرانياً وأميركياً، سلباً وإيجاباً.
وإذا كانت الحصة الكبرى من نصيب إيران، فإن لبنان تصله هدايا بهذا المعنى من ثلاث جهات، لا من جهة واحدة... مع تزكية من لدن الكرملين الذي استعاد الكثير مما كان له من أدوار وحسابات قبل الثورة البولشفيّة.
وفي السياق ذاته يمكن القول إن الرغبة في لبننة الاستحقاق الرئاسي قد تصطدم منذ الخطوة الأولى بالقرار "الكبير" الذي ستسفر عنه المحادثات الأميركية – الإيرانية، سواء أكانت من تحت الطاولة أم بعيداً من الأضواء.
وخصوصاً إذا لم يحرز أي تقدم على مستوى البند النووي، واستمرار الحرب السوريّة في تنقلها من هذه المدينة شبه المدمّرة الى تلك التي تكاد لا تختلف عن الأطلال.
لكن ذلك كله ما كان ليتمتّع بمثل هذا الاهتمام لو لم يكن اليوم هو موعد مجلس النواب اللبناني مع "تدشين" المهلة الدستورية بعقد الجلسة الأولى والأصعب لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة.
الترجيحات والتقديرات والتي رشحت ليلاً بقيت متأرجحة بين الممكن والمستحيل، وبين أن تكون ثمة مفاجأة أو مفاجعة، وبين عدد النواب الذين سيشتركون في الجلسة الأولى التي تُبنى على أساسها عمارة الانتخابات الرئاسية، وجلسة الـ"65 صوتاً" التي تعتبر في مثل هذه الظروف أقرب الى حلم ليلة صيف.
ثم ما قد يلي ذلك خلال المقبل من الأيام والجلسات و... التطورات السياسيّة على المقلبين اللبناني والإقليمي.
وماذا عن الفراغ الرئاسي في حال "تأخّر" الاتفاق الإقليمي الدولي الذي لا يستبعده القريبون جداً من "صانعي" القرارات هنا وفي الجوار وعَبْر البحار؟
الجواب الهادئ والمقنع الذي سمعته رداً على هذا السؤال اكتفى بالقول ان كل الاحتمالات واردة. إلا أنه لم يبد أيّ قلق لجهة الفراغ والفوضى والأمن، وما الى ذلك...
كان سؤال: هل يكون الانتظار بالشهور؟
كان جواب: حتماً ليس بالأسابيع.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم