الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إيران: النفطي يسابق النووي؟

راجح الخوري
A+ A-

أثار وجود طائرة اميركية في مطار مهرباد الايراني يوم الجمعة الماضي، موجة من التساؤلات حول رياح دافئة تنشط بين البلدين العدوين من وراء الستار، مستبقة نتائج المفاوضات حول الملف النووي.


الطائرة التابعة لمصرف "يوتا" الاميركي، بدت وكأنها القسم الظاهر من جبل الجليد، وخصوصاً بعدما كان قد تبيّن ان الادارة الاميركية إنخرطت في مفاوضات سرية مع ايران لمدة ثلاثة اعوام في عمان، قبل ان يبدأ اوباما سياسة الإنفتاح المتهافت على حسن روحاني قبل اشهر.
سياسة الإنفتاح هذه اطلقت وراء ابواب مغلقة، سباقاً إلتفافياً على العقوبات الاقتصادية بين الفرنسيين والبريطانيين والاميركيين، هدفه حجز المقاعد سلفاً تمهيداً للحصول على حصة جيدة من الكعكة الايرانية عندما ترفع العقوبات، فايران صاحبة اكبر احتياط عالمي من الغاز ورابع منتج للنفط بعد روسيا والسعودية واميركا.
صحيفة "النيويورك تايمس" وصفت هبوط الطائرة الاميركية في ايران بانها "زائر غير متوقع"، لكن ما زاد الغموض ان بريت كينغ احد مسؤولي مصرف "يوتا" قال: "ليست لدينا فكرة عن سبب وجود الطائرة في مهرباد"، بينما اعلنت ادارة الطيران الفيديرالية الاميركية انها لا تملك معلومات عن المستثمرين الذين حملتهم الطائرة الى ايران، اما المعلومات التي نشرت فقد وصفتهم بأنهم "من الشخصيات الإعتبارية المهمة جداً".
ولأن الكثير من النشاطات التجارية الاميركية والاوروبية محظورة في ايران بسبب العقوبات التي تفرض عليها حظراً مصرفياً وتجاريا، أثار وجود الطائرة هناك هذه التساؤلات والإستغراب، لكن التعليقات اجمعت على طرح سؤال وجيه: هل بدأت شهية الشركات النفطية تسابق المسيرة السلحفاتية للمفاوضات النووية مع ايران؟
لم يكن غريباً ان تنقل "النيويورك تايمس" عن مسؤولي مصرف "يوتا" ان الذين كانوا على متن الطائرة هم من كبار الشخصيات، وانه سبق لهم ان كانوا في زوريخ تزامناً مع "مؤتمر دافوس" الذي حضره حسن روحاني مع وفد ايراني كبير. ولكن هذا لم يمنع من طرح تساؤلات عما اذا كانت الطائرة قد حملت الى طهران مبلغ الـ ٤٥٠ مليون دولار التي افرجت عنها واشنطن، بعدما نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً يؤكّد احترام ايران تعهداتها النووية!
وإذا صحَّ أن الطائرة نقلت هذه الاموال فلماذا التكتّم بعدما اعلنت واشنطن الافراج عنها، واذا كانت حملت شخصيات نفطية فهل يمكن الشركات ان تنخرط في مفاوضة طهران من دون موافقة البيت الابيض وتشجيعه؟
ولكن حتى ويندي شيرمان المفاوضة الاميركية في الملف النووي الايراني تملك خلفية إستثمارية كبيرة في شركة "فاني ماي" التي يسيل لعابها على ابواب طهران!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم