الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اليازجي في رسالة الفصح: نرفض الاستكانة إلى منطق التهجير والتكفير

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي رسالة الفصح، من مقر البطريركية في دمشق، ومن أهم ما جاء فيها: "المسيح قام، حقا قام! في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله. هذا ما جاء في إنجيل يوحنا. وهذه الكلمة هي يسوع المسيح الذي افتقد البشرية برسالة المحبة و"حل بيننا" أو بالأحرى حرفيا، كما جاء في اليونانية، "خيم بيننا" كي يجعلنا مواطني السماء، عندما يتحدث سفر أعمال الرسل عن قيامة الرب يسوع على لسان الرسل، يرقمها بكلمات ثلاث "ونحن شهود لذلك".


وشدد على ان "يسوع هو كلمة، هو منطق محبة. هو مرسل ليقول لنا إن جبلة البشر مدعوة بمنطق الكلمة المحبة أن تغزل نسيج تكاتفها وأنشودة حبها للخالق. رسالة أبناء القيامة هي رسالة الكلمة المحبة التي ينتفي أمامها كل منطق القوة والاستقواء والعنف والتطرف. رسالتهم هي منطق التلاقي المحب لا منطق التمترس خلف أنانيات أخرى. إلا أن كل ذلك لا يعني أبدا أن رسالة أبناء القيامة هي كلمة لا تميز بين المحبة والاستكانة. رسالتهم هي كلمة فصل بين استكانة لصوت محبة وتسامح واستكانة لمنطق استباحة ورضوخ. نحن نألف دوما صوت الاستكانة إلى منطق الحوار والسلام، لكننا نرفض الاستكانة إلى منطق الترهيب والتهجير والتطرف والتكفير. نحن كلمة في وجه منطق الصدام، إلا أن هذا لا يعني أننا كلمة رضوخ واستكانة في وجه من يستبيح إنساننا ومقدساتنا. نحن، ومهما قسى وجه الزمان، مغروسون ومزروعون في ديارنا، ومن ثراها نغرس بذرة الإيمان بالله والوطن في نفوس أولادنا. نحن فيها كسنابل الحقل التي تميلها الريح العاتية، لكنها تنمحق أمام تمايلها بقوة من بالمحبة تكمن قوته".


وتابع: "حقانية الكلمة هي التي يفترضها أصل اللفظة في اللغة العربية. الكلمة من الفعل كلم. أي جرح مجازا. بمعنى أنه أحدث أثرا إيجابيا في ذهن سامعيه. فكل منا مدعو ألا تذهب كلماته في مهب ريح بل أن تكون صوت حق يحدث أثرا يستوطن به قلوب وعقول إخوته في الإنسانية. ولأن سلاحنا، كلمة حقة فلا بد من قولها. خلاص سوريا بمنطق الكلمة ومنطق الحوار الذي يصون سيادتها ووحدة أراضيها. مرساة خلاصها كلمة مصالحة وكلمة حق في وجه منطق العنف والتطرف والتكفير والإرهاب. وقيامتها هي بالدولة المدنية التي تصهر الكل في بوتقة الوطن. من حقنا في سوريا أن ننعم بالأمان. ومن حقنا أيضا ومن واجب المجتمع الدولي أن يجفف عن ديارنا منابع السلاح وأدواته التي هجرت أولادنا. ومنطق الكلمة والحوار هو الكفيل بصون لبنان على أساس المواطنة والعيش المشترك. كل الطبقة السياسية في لبنان مدعوة أن تغلب مصلحة لبنان على الحسابات الضيقة. لقد اختبر لبنان في تاريخه، ما له أن يرسخ في نفوس الجميع في لبنان وفي جواره أن ضريبة الحروب والصدامات أغلى بكثير من ضريبة التقارب والحوار. وهذا الحوار هو الذي يحفظ لبنان قلبا لمشرق مستقر ويحفظ المشرق ضمانة لعالم آمن".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم