الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في زيارة اللبننة

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

لدى زيارة الرئيس نبيه برّي ومصارحته بما يُقال حول الاستحقاق الرئاسي الذي اقتربت ساعته، تكتشف أن رئيس المجلس مقتنعٌ كل الاقتناع بفكرة لبننة الانتخابات الرئاسية... وانطلاقاً من جلسة الأربعاء.
مقتنع، ومتحمّس، ومصرّ على الدخول في هذه التجربة، وعلى أعين كل العالم وكل الذين اعتادوا أن يمدوا أيديهم الى الطبخة الرئاسيّة منذ الاستقلال، وما قبله، وما بعده، والى هذه الساعة.
فلم لا نجرّب حظنا، ونجرّب حالنا، ونجرّب إرادتنا؟
وفي رأيه أن لا شيء مستحيلاً متى التقت الآراء والمواقف، وصفت النيات: "أنا مصرّ على لبننة الاستحقاق الرئاسي وعلى رأس السطح، مصرّ أكثر من أي لبناني. وها هي الفرصة أمامنا، فتعالوا نخضْها. تعالوا نجرّب أنفسنا ونجرّب حظّنا ونجرّب أن نحقق إنجازاً وطنياً لبنانياً بهذا الحجم، وفي هذه الظروف العربيّة الإقليميّة الدولية التي أظنها فرصة سانحة".
ثم يكرّر مشدداً: "والتي لا أعتقد أنها ستؤاتينا مرَّة أُخرى".
فما الذي يمنع اللبنانيين من تقرير لبننة استحقاقهم الرئاسي واستحقاقاتهم الأخرى، مثلهم مثل كل الدول المستقلة القريبة والبعيدة، الحائزة سيادتها وحرية قرارها في يدها؟
مقتنع بالفكرة. وممسك بوجوب تجربتها. ويحاول أن يقنع زائريه ومناقشيه في هذا الشأن، وإن يكن غير متأكدّ من إمكان اتمام الانتخابات الرئاسيّة في موعدها الرئاسي، والانتقال من عهد انتهى الى عهد يبدأ.
ولا يقصر في كلامه، ولا في جولته السياسية في التوجه الى المواطن العادي، أو ذاك الذي لا خيل عنده يهديها ولا مال، ولا رصيد سياسياً، ولا نفوذ موروثاً، إنما يعني جميع اللبنانيين، ويتوجه اليهم بكل فئاتهم وانتماءاتهم وحالاتهم".
ولكن، ماذا عن جلسة الأربعاء، وما قد تسفر عنه من فشل بالنسبة الى انتخاب رئيس جديد؟
ما دامت المهلة الدستورية موجودة وباسطة خيمتها فوق ساحة النجمة، فإن الجلسات ستبقى تعقد تباعاً، الى أن تصل النتائج الى مخرج دستوري يسفر عن رئيس جديد، إلا إذا كان ما كتب قد كتب بالنسبة الى الفراغ الرئاسي، والمحاولات السياسية التي يُفترض أن تظل قائمة قاعدة حتى يتصاعد الدخان الأبيض.
لا خوف على نصاب الجلسة الأولى. وليترشح للمنصب الرئاسي مَنْ يشاء. فالمجال مفتوح أمام الجميع. وليفز مَنْ يفوز... فأهلاً وسهلاً بفخامته.
أما بالنسبة الى تأثير "الخارج" ودوره، فانه ليس طارئاً. ولا هو ابن أمس. فالتدخل في مسار الاستحقاق الرئاسي مزمن جداً. ومنذ ما قبل فجر الاستقلال وبعده... والى آخر انتخابات رئاسية مضت.
ولكن أمام اللبنانيين فرصة من ذهب، ليلبننوا الاستحقاق، ويسجلوا سابقة، يبدأ بها أو منها لبنان جديد حقاً.
فهلموا نحاول لبننة الاستحقاق ولبننة لبنان واللبنانيين.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم