الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

رسالة عاجلة إلى بطريرك الموارنة

عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

أعرف أنكَ منشغل، يا سيّد، بأمور طقسية ودينية كثيرة في هذه الأيام. هذا لأمرٌ حسن. فالجلجلة المسيحية تحتاج منكَ إلى كثير عناية. بل إلى عناية فائقة، غير متوافرة عند المعنيين حتى الآن، هنا في لبنان والشرق؛ كتلك العناية التي يوليها بفرادةٍ نادرة، لعالم اليوم، ولإنسانه، صديقي العزيز فرنسيس، الجالس سعيداً على كرسي بطرس.
يعزّ عليَّ، من منطلق كوني مواطناً لبنانياً علمانياً فحسب، أن ألجأ إليك بصفتكَ الدينية، لألفت أنظاركَ إلى شأن محض سياسي، يجب أن يكون من اختصاص الحياة الوطنية الديموقراطية والبرلمانية السياسية.
إن ما بات يعتري أخبار الاستحقاق الرئاسي "الماروني"، من تردٍّ وانحدار، إن دلّ على شيء فعلى انقطاع شرش الحياء في جلّ الطبقة السياسية، ولدى غالبية الذين يتعاطون هذا الاستحقاق من قريب أو من بعيد.
لقد وصل الاستهتار بهذا الاستحقاق، في الساعات والأيام القليلة الماضية، حداً أصبح، ينال، على ما أرى وأعتقد، من "كرامة" الطائفة التي تتولى رئاستها الدينية. حيث لا يتورّع بعضٌ من أهل السياسة، هنا وهناك، ومن "الموارنة"، الذين أوصلتهم أيدي المصادرات والوصايات والتبعية ولحظات الانتهاز والتلوّن إلى حيث وصلوا، عن الإيحاء بالترشح لمنصب الرئاسة الأولى، ما يجعل هذا المنصب محطّاً للتندر والشفقة والاحتقار.
هذا عيب، يا سيّد، ليس لأنه لا يحقّ لجميع "الموارنة" الترشح، بل لأن هذا "الحقّ" بات يراد به الباطل كلّه.
وإذا كان جلّ أهل الطبقة السياسية، وخصوصاً غالبية المعنيين المسيحيين منهم بهذا الاستحقاق، لا يندى لهم جبين، حتى اللحظة، بسبب هذا السقوط الأخلاقي المريع، فإني أحضّكَ، بصفتي مواطناً لبنانياً علمانياً فحسب، على أن تسأل أبناء رعيتكَ من السياسيين، كما أن تسأل السياسيين من أصدقائكَ، وجوب إبداء الحدّ الأدنى من الاحترام القيمي والأخلاقي والوجداني لهذا المنصب، المكرّس للطائفة التي ترأسها دينياً. والسلام.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم