الاجتماع الرباعي في جنيف يتفق على حل ممرحل لأوكرانيا

من دون أي تقاطع في وجهات النظر، انعقد الاجتماع الرباعي لمناقشة الأزمة الاوكرانية بين الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي واوكرانيا في جنيف، لكن الاجتماع وضع قطاره على سكة حلٍ للوضع الميداني يبقى تنفيذه رهن التطورات على الارض فيما الحلول الاكثر تعقيداً أي مستقبل البلاد في ظل الانقسام الحاصل بين غرب أوكرانيا وشرقها،سلمت الى لجنة أوروبية ستقوم مباشرة بالاتصالات بين جميع الاطراف. وأمكن التوصل الى اتفاق جنيف بعد ساعات من اطلاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديدات ضمنية باللجوء الى القوة في اوكرانيا.

وفي المقابل قال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه ليس واثقاً من ان اتفاق جنيف سيأخذ طريقه الى التنفيذ وتوعد روسيا بمزيد من العقوبات.
وقبل التوصل الى اتفاق جنيف، شهدت الجلسة الرباعية قبل ظهر أمس مواجهات حادة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهة ونظيريه الاميركي جون كيري والقائم بأعمال وزير الخارجية الاوكراني أندريه ديشتشيتسا من جهة أخرى. وعلمت "النهار" من اوساط تابعت الحوار الرباعي أن لافروف طالب بوقف فوري "للاعمال العسكرية التي بدأتها كييف" منذ ثلاثة أيام في الشرق الاوكراني والبدء بحوار جدي مع "ممثلي الشعب الاوكراني كافة" تمهيداً للاتفاق على الدستور الجديد.
ورد ديشتشيتسا بأن ما يجري في الداخل الاوكراني "شؤون أوكرانية"، واتهم موسكو بالتدخل عسكريا في المناطق الشرقية ودعاها الى الانسحاب فورا منها ومن شبه جزيرة القرم. وفي حين تبنى كيري الموقف الاوكراني موجهاً دعوة الى موسكو لعدم التدخل في الشؤون الاوكرانية، حاولت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاتيرن أشتون تهدئة الامور.
وقالت هذه الاوساط إن الموقفين الاوكراني والاميركي أثارا حفيظة لافروف فهدد بترك الاجتماع وحدد وقتاً لبدء مؤتمر صحافي مخصص للصحافة الروسية، لكن اتصالات أجرتها أشتون أعادت لافروف الى لقاء ثلاثي دام نحو أربع ساعات من دون حضور القائم بأعمال وزارة الخارجية الاوكرانية، مما اعتبره مقربون من الوفد الروسي الى جنيف "بداية لنقاش جدي مع أصحاب القرار".
وفعلاً خرج الاجتماع الثلاثي باتفاق مبدئي هدفه تهدئة الامور على الارض، وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الاجتماع انتهى الى اتفاق ينفذ على مراحل لنزع فتيل الازمة في اوكرانيا. واوضح ان هذا الاتفاق ينص خصوصاً على نزع اسلحة المجموعات المسلحة غير الشرعية في اوكرانيا وعلى اخلاء المباني التي تحتلها هذه المجموعات. وقال: "كل المجموعات المسلحة غير الشرعية يجب ان تنزع أسلحتها، وكل المباني المحتلة بشكل غير شرعي يجب ان تعاد الى اصحابها الشرعيين، وكل الطرق، وكل الساحات، وكل الاماكن العامة في المدن الاوكرانية يجب ان تحرر". وختم بأن بلاده ليست راغبة في ارسال قوات الى اوكرانيا، وأن "هذا الامر ضد مصالحنا الجوهرية".
وينص الاتفاق الذي كشف وزير الخارجية الاميركي مقاطع منه على صدور عفو عام عن كل الذين يحترمون مفاعيل القرار، باستثناء "اولئك المسؤولين عن ارتكاب جرائم جسيمة".
واحتفظ كيري بلهجة حادة حيال موسكو إذ قال إنه "اذا لم نر تقدما في نزع فتيل الازمة لن يكون امامنا خيار سوى فرض عقوبات اضافية وستكون لها أثمان اضافية".
وقال ديشتشيتسا إن تطبيق الحل رهن الارادة الروسية، ورأى ان تطبيق روسيا التعهدات التي قطعتها في جنيف "ستكون امتحانا، وسنرى ما اذا كانت روسيا تريد المساعدة في ارساء الاستقرار في هذه المنطقة".
وفي واشنطن، قال اوباما انه ليس واثقا من ان اتفاق جنيف عن اوكرانيا سيطبق. وتوعد روسيا بعقوبات جديدة اذا لم يحرز تقدم في شأن اوكرانيا بعد الاتفاق.