الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الانفصاليون يستولون على آليات لكييف / لا توقعات كبيرة من اجتماع جنيف اليوم

موسى عاصي
A+ A-

تشهد جنيف اليوم اجتماعاً مهماً يضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، في محاولة لإيجاد مساحة حوار في شأن تقاسم النفوذ وفك الاشتباك في بؤرة التوتر الأوكرانية، وسط توقعات متواضعة، في ظل تفاقم الوضع على الارض في شرق البلاد مع استيلاء الانفصاليين المؤيدين لروسيا على ست آليات مدرعة أوكرانية مع طواقمها، ورفع العلم الروسي عليها، الامر الذي يقوض آمال السلطلة المركزية في كييف في استعادة السيطرة على شرق البلاد المضطرب. 


وتعامل الجانب الروسي مع القمة المرتقبة بلامبالاة،. وحتى ساعات بعد ظهر أمس لم تكن البعثة الديبلوماسية الروسية في جنيف على علم بالقرار الأخير لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من حيث المشاركة في الاجتماع، وكانت تتصرف على أساس يوم عمل روتيني من دون تحضيرات استثنائية لحدث في مستوى الاجتماع الرباعي.
أما السفارة الأميركية، فردت على سؤال لـ"النهار" عن التحضيرات بأنها "تعمل على أساس أن اللقاء سيعقد اليوم، وأن التحضيرات مستمرة على هذا الأساس"، موضحة أن الاجتماع سينطلق الثامنة والنصف صباحاً ويستمر حتى الرابعة بعد الظهر، وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاترين أشتون سيعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
وتبدو التوقعات ضعيفة جداً نظراً الى تباعد وجهات النظر بين الغرب وموسكو في شأن أسباب الأزمة وسبل التوصل إلى حلها، إذ ترى موسكو أن أزمة أوكرانيا مفتعلة شاركت فيها مجموعات يمينية متطرفة مع أطراف خارجيين، في تلميح الى الاستخبارات الأميركية. وعليه فإن الحل من وجهة نظر موسكو يبقى خارج إطار التدخل الخارجي (أوروبا والولايات المتحدة) في منطقة محسوبة تاريخيا على روسيا، إنما من خلال حوارٍ داخلي أوكراني - أوكراني توصلاً إلى نظام حكم جديد يقوم على الفيديرالية بين الأوكرانيين الذين يتطلعون الى الانضمام الى الغرب، والأوكرانيين الروس الذين يميلون إلى روسيا.
لكن هذا الحل لا يلقى قبولاً لا من وجهة نظر الغرب ولا من وجهة نظر السلطات الجديدة في كييف التي تعتقد أن الفيديرالية تؤدي الى تقسيم أوكرانيا في مراحل لاحقة، فيما يعمل الغرب على إبقاء أوكرانيا موحدة على أن تتحول لاحقا عضوا كاملاً في الاتحاد الأوروبي خارج الهيمنة الروسية، وهذا يتطلب من موسكو رفع اليد تماماً والتراجع عن التأثير في مناطق الشرق الأوكراني.
واستباقاً لأية محاولة من موسكو لحصر الحوار الرباعي في البحث في آلية تعديل الدستور الأوكراني والتوجه نحو الفيديرالية، أعلن مندوب أوكرانيا لدى الأمم المتحدة في جنيف أن الوفد الأوكراني لن يناقش في هذا اللقاء قضية إقامة نظام فيديرالي. ورأى البرلمان الأوكراني أن البحث في جنيف يجب أن يتناول فقط سبل منع "الأعمال العدوانية والتخريبية الروسية التي تعرض للخطر وحدة الأراضي الأوكرانية وتهدف إلى إثارة الميول الانفصالية".
وقالت أوساط ديبلوماسية قريبة من البعثة الروسية لـ"النهار" إن موسكو تشارك في الاجتماع "لإفهام الجانب الآخر أن المشكلة ليست بين موسكو وكييف"، واستطراداً "لم يأت لافروف إلى اللقاء في إطار جمع الطرفين الروسي والأوكراني الى طاولة واحدة للنقاش، إنما المشكلة هي بين الأوكرانيين أنفسهم، وعلى القمة إيجاد سبل للحوار بين الفريقين الأوكرانيين"، مشيرة إلى أن موسكو مستعدة لتقديم ما يلزم من أجل إنجاح هذا الحوار.
لكن واشنطن لا ترى انعقاد القمة بالمنظار الروسي، بل تضعه في خانة لقاء موسكو وكييف، وقد أوضحت هذا الموقف مصادر وزارة الخارجية الأميركية بقولها "إن هذا أول لقاء يعقد بين وزير الخارجية الروسي ونظيره الأوكراني، وهي فرصة للمشاركة معهما كولايات متحدة واتحاد أوروبي في الحديث عن الأولويات".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم