السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أوباما دفع بوتين إلى التجرّؤ عليه

سركيس نعوم
سركيس نعوم
A+ A-

عاد الباحث الأميركي المهم والعامل سابقاً مع "إدارات" أميركية عدة الى السعودية بعدما سألته عن رأيه في الزيارة التي سيقوم بها لها (حصلت الشهر الماضي) الرئيس باراك أوباما، قال: "تعرف أنها مهمّة في دول مثل السعودية، يحب المسؤولون فيها أن يسمعوا مباشرة من الرؤساء أجوبة عن أسئلتهم ومشكلاتهم وهواجسهم والمخاوف. يجب طمأنة المسؤولين السعوديين ودعوتهم الى الإقلاع عن الخوف، وإلى الاقتناع بأن أميركا لن تتركهم كما لن تترك بلادهم. لكن يجب أن يعربوا بدورهم وبصراحة لأوباما رئيس الدولة الحليفة الأولى لدولتهم عن ما يقلقهم من مواقف أميركا وخصوصاً التفاوض مع إيران التي يعتبرون أنها تشكل تهديداً جدياً لهم. كما يجب أن يؤكدوا استمرار موقفهم السلبي من الإرهاب والإرهابيين واستمرار التزامهم محاربته في بلادهم وفي كل مكان لهم اليه وصول أو لهم فيه نفوذ". علّقتُ: يعتبر البعض أن الاسلاميين أقسام. منهم من ينتمي الى الإسلامية السياسية مثل "الاخوان المسلمين"، ومنهم من ينتمي الى الإسلامية الراديكالية المتطرّفة والعنفيّة، ومنهم من يطلق عليهم اسم السلفيين. السعودية، وبسبب خلافها مع قطر على أمور عدة، منها دعمها "الأخوان"، وبسبب خوفها من "الاخوان" على استقرارها والنظام فيها، وبسبب خوف غالبية دول الخليج من هؤلاء، بدأت تدعم السلفيين. وهؤلاء، في نظر البعض المذكور أعلاه، مهيّأون كي يصبحوا جهاديين أو متطرّفين أو عنفيّين في المستقبل. ردّ: "بسبب سياسة أوباما وقراره "عدم الفعل" في سوريا تجرأت عليه روسيا والصين ودول أخرى عدة، ربما باستثناء إيران اليوم. ربما لولا موقفه غير الفاعل في سوريا، ما فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شبه جزيرة القرم الاوكرانية ما فعل. وربما يدفعه الموقف نفسه وتكراره في قضية القرم الى التصرّف على نحو مشابه، الى حد ما، في أوكرانيا كلها أو على الأقل في شرقها".
ماذا في جعبة مسؤول أوّل في مؤسّسة أميركية تتعاطى البحث والإعلام والاستقصاء في آن واحد عن الشرق الأوسط المتفجّر بعربه والعجم؟ بدأت اللقاء معه بالقول إنني سمعت في واشنطن نوعين من الكلام على مفاوضات المجموعة الدولية مع إيران، الأول يعطيها نسبة نجاح تقارب الخمسين في المئة. والآخر يستبعد تماماً أي نجاح لها. ثم سألته: ما رأيك انت؟ أجاب: "أعتقد أن نسبة النجاح تفوق الخمسين في المئة. أولاً لأن الرئيس أوباما التزم، منذ بداية ولايته الأولى، حل الأزمة المستعصية مع ايران بالحوار عندما مدّ يده اليها. وثانياً، لأن الوضع الاقتصادي في إيران ازدادت صعوباته كثيراً بسبب العقوبات الأميركية والدولية المفروضة عليها، الأمر الذي عقَّد حياة الشعب فيها وصعّب عليهم مهمة توفير حاجاتهم الحياتية والمعيشية كلها. وثالثاً، لأن الشيخ حسن روحاني انتُخب رئيساً للجمهورية، وهو ابن النظام الاسلامي لكنه راغب في انفتاح بلاده على العالم وفي ايجاد حل للموضوع النووي وتالياً في التخفيف عن الناس". علّقت: أنا أشاركك الرأي، أضيف أن المرشد الولي الفقيه آية الله علي خامنئي أدرك "المشاعر الجماهيرية" الغاضبة أو المتوتّرة بعد فوز روحاني بالرئاسة في الدورة الانتخابية الأولى رغم أنه لم يكن مرشّحه أو مدعوماً منه. وأزيد أن إيران، ورغم كل ما يقال، صارت في موقع الدفاع رغم كونها القوة الاقليمية الأهم في المنطقة باستثناء اسرائيل، وخصوصاً بعدما بدأ فرط "الهلال" الذي نجحت في تأسيس شبه نهائي له والذي بدأت أوراقه تتساقط من يدها أو تتمزق فيها. سأل: "ماذا عن العراق؟". أجبت: هو في رأيي الدولة الوحيدة في "الهلال" الذي سيبقى لإيران فيها نفوذ واسع أو مهم من دون أن يؤثر ذلك في استقلالها. لكن أي عراق؟ لا أعرف. العراق الموحد أو العراق الفيديرالي أو العراق المُقسَّم لا أعرف. ما أعرفه أن شيعة العراق سيكونون مصدر النفوذ المذكور لأنهم غالبية "شعوب" العراق ولأن ايران الشيعية تشكّل عمقهم الاستراتيجي وخصوصاً بعد بدء طغيان المذهبية على العالم العربي. علَّق: "لا تنسَ، هناك مشكلة اسمها الارهاب. ولا تنسَ انه ليس سهلاً على ايران أن تترك شرق المتوسط، وخصوصاً سوريا ولبنان. قال لي إيرانيون: إما يعود الأسد أو يبقى ويستعيد سلطته ويتم التوصل عندها الى اتفاق سياسي يُوقف الحرب ويُبقي النظام وإن معدلاً. أما أنتم الأميركيين فتذهبون. نحن نبقى، وسنبقى".
بماذا علَّقتُ على ذلك؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم