الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

شقة كليمنصو تكشف عن خصوصية رجل الدولة خلال سنواته الأخيرة

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

تشكل مئوية الحرب العالمية الثانية فرصة لاعادة اكتشاف رجل الدولة الفرنسي جورج كليمنصو فمن خلال شقته الباريسية التي بقيت على حالها منذ وفاته تبرز الاوجه المختلفة لخصوصيته من عصا هنا وخفين هناك ...ورسائل حب.


وقد منح كليمنصو وهو كان من الشخصيات الرئيسية في عهد الجمهورية الثالثة ألقابا متنوعة إثر إنجازاته السياسية. فهو لقب بـ"النمر" بسبب طبعه السريع الانفعال وبـ"المطيح بالوزارات" بسبب شدة معارضته لا سيما على السياسة الاستعمارية التي اعتمدها جول فيري وب "ابي النصر" باعتباره مهندس هدنة العام 1918 ثم معاهدة فرساي سنة 1919.


وتسمح هذه المناسبة بتسليط الضوء على نواح غير معروفة من شخصية رجل الدولة الذي تحولت الشقة التي أمضى فيها السنوات الثلاث والخمسين الأخيرة من حياته إلى متحف.


فقد بقيت هذه الشقة الواقعة في شارع فرانكلين في الدائرة السادسة عشرة من باريس على حالها. وتشير رزنامة اصفرت أوراقها معلقة خلف المكتب الكبير إلى أن الوقت توقف في هذه الشقة في الرابع والعشرين من تشرين الثاني 1929 يوم وفاة كليمنصو.


وشرحت فاليري جوكس المسؤولة في مؤسسة متحف كليمنصو أن هذه الشقة "تعكس نواحي مختلفة من حياة رجل الدولة ... فهو انتقل للسكن فيها سنة 1895 وظل فيها خلال توليه رئاسة الحكومة مع احتفاظه بحقيبة الداخلية بين العامين 1906 و1909 ثم حقيبة الجيش بين العامين 1917 و1920، رافضا الانتقال إلى شقة مخصصة لمنصبه".


وقد ساهم كليمنصو الذي كان شغوفا بالعمل الصحافي طوال حياته في إصدار أو تأليف عدة منشورات طالتها الرقابة. وهو قد اختار عنوان "جاكوز" (اتهم) للمقال الشهير الذي نشره إميل زولا على شكل رسالة مفتوحة لرئيس الجمهورية في صحيفة "أورور" في كانون الثاني 1898 في إطار قضية دريفوس.


وكان الرسام كلود مونيه من الأصدقاء المقربين من كليمنصو هاوي الفن وناقده. وتظهر عدة صور الرجلين وهما يتجولان في حدائق جيفرني.
وتذكر تماثيل صغيرة مصفوفة فوق المدفأة بالصداقة التي ربطته بأوغوست رودان الذي دافع عن منحوتته المثيرة للجدل لبالزاك قبل أن يفرق خلاف بين الصديقين.


ووضعت في غرفة النوم صورة لأولاده الثلاثة من الأميركية ماري بلامر التي طلقها قبل أن ينتقل للعيش في هذه الشقة وحيدا.


وتشكل صورة كلبه فرصة للتذكير بالحس الفكاهي الذي كان يتمتع به رجل الدولة. وأخبر أندريه لارانيه مؤسس موقع التاريخ "هيرودوت.نت" أن "كليمنصو قال يوما وهو ينظر إلى كلبه بحنية كأنه وزير حقيقي، فهو ينبح عندما يتراجع".


وانتظر كليمنصو فترة تقاعده ليقوم برحلات كبيرة إلى الشرق، هو الذي عرف بإعجابه الكبير بالبوذية والهند ونمورها، بحسب ما ذكر المؤرخ جان نويل جانيني.


ويعكس الأثاث الصيني الطابع ومجموعة علب البخور اليابانية الصغيرة التي يقال إنه اقتنى المئات منه إعجابه بآسيا.


وأكد المؤرخ جان نويل جانيني "نشهد اليوم بالفعل اهتماما متزايدا بكليمنصو الذي كان رجلا يساريا يتمتع بحس تضامن كبير بالرغم من الأفكار الخاطئة التي يتناقلها البعض عنه".


وقد ذكر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد مانويل فالس، كليمنصو في الخطاب الذي ألقاه الاثنين عن السياسة العامة ، قائلا "لفرنسا هذه العظمة عينها التي كانت تكتسيها بنظري عندما كنت طفلا، عظمة فرنسا فالمي وفرنسا العام 1848 وفرنسا جوريس وفرنسا كليمنصو وفرنسا ديغول".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم