الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أوباما في السعودية

علي حماده
A+ A-

لم يعد سراً أن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي بدأت ليل البارحة الى السعودية تعتبر محطة مهمة جداً بالنسبة الى الطرفين السعودي والأميركي، في ظل تفاقم سوء التفاهم بين البلدين في ما يتعلق بالملفات الإقليمية العالقة. وما من شك في أن الطرف الأميركي يشعر بأنه مع انطلاقة مساره كبلد منتج للبترول نحو الاكتفاء الذاتي بحلول 2016، تتغير بعض أولوياته بفعل تراجع اعتماده على نفط الشرق الأوسط ولا سيما النفط السعودي. وإذ تصير أميركا المنتج الأول للنفط عالمياً خلال فترة قصيرة نسبياً، تشهد سياساتها الخارجية وبالتحديد في الشرق الأوسط تعديلات في أولوياتها ومساراتها أثّرت وتؤثر في القرار الاستراتيجي الذي اتخذته إدارة باراك أوباما بالرهان على انفتاح على إيران – روحاني، من أجل التوصل الى "صفقة" حول البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات، والانفتاح السياسي والاقتصادي الغربي على إيران التي تحتاج الى ما يساعدها على التخلص من الاختناق الاقتصادي الذي تعانيه بسبب العقوبات.
بين أميركا والسعودية ملفان كبيران يقع حولهما سوء تفاهم، إن لم نقل خلاف ينذر بالتفاقم إذا لم تتم معالجة جدية لهما: الأول، العلاقات الأميركية – الايرانية، والمفاوضات بين البلدين، والتي يشعر السعوديون بأن ثمة جوانب فيها مثيرة للشبهات، وبالتالي للمخاوف من أن يكون ثمة رهان أميركي على صيغة "تحالف" مستقبلي مع إيران، أو أقله تفهم أميركي للسياسة الإيرانية في المشرق العربي التي تعتبر اختراقاً في جسم عربي تحت ستار الصدام المذهبي المستعر راهناً من العراق الى لبنان مروراً بسوريا. وهنا يحتاج الأميركيون الى أن يكونوا واضحين مع السعوديين في إيضاح ما يثير الشبهات، كيلا يقفوا أمام معطى جديد يتلخص في بدايات تمرّد من الحلفاء العرب.
وليس سراً أن الأزمة السورية باتت ملفاً خلافياً بين الرياض وواشنطن، وخصوصاً بعد إلغاء الرئيس الأميركي المفاجئ للضربة على النظام السوري بسبب استخدامه السلاح الكيميائي قبل بضعة أشهر، الأمر الذي أتاح للإيرانيين والروس تنفيذ هجوم مضاد في الميدان السوري، وإطالة عمر النظام المتداعي أصلاً. ومما زاد الهوة بين الرياض وواشنطن، "الفيتو" الأميركي على تسليم "الجيش السوري الحر" أسلحة نوعية لتعطيل سلاحي الدبابات والطيران التابعين للنظام، مما مكّن تحالف طهران – موسكو من تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض.
كل المؤشرات التي سبقت وصول باراك أوباما الى الرياض تفيد أن لا تغيير جوهرياً في الموقف الاميركي من دعم الثورة السورية وتفضيل الادارة الاميركية واقع التقاتل المفتوح من دون حسم على أرض سوريا. هذا خيار يلتقي مع الخيار الاسرائيلي من جهة، ويريح الإيرانيين من جهة أخرى، ويبقي بشار الأسد في المعادلة القتالية. والسؤال المطروح: ما الذي سيقدمه أوباما للملك عبدالله عدا خطاب النيات؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم