الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

" النهار " تفتح ملف رئاسيات ٢٠١٤ : الرئيس ال ١٣ للجمهورية المشلعة... من يكون؟

المصدر: -"النهار"
نبيل بو منصف
A+ A-

في ٢٥ ايار المقبل يفترض ان ترتفع في قصر بعبدا راية انتصار النظام الديموقراطي اللبناني بأعلى معاييره أبهة في حفل التسليم والتسلم بين رئيس الجمهورية المنتهية ولايته العماد ميشال سليمان والرئيس المنتخب الجديد "اكس" للجمهورية المتعبة المشلعة اللاحقة دوماً وابداً وراء دولة طبيعية.


في ٢٥ ايار ٢٠١٤ يطوي صاحب الفخامة الرئيس الثاني عشر للجمهورية اللبنانية ولايته الدستورية ليحل مكانه ودائما بالمهل الدستورية الطبيعية صاحب الفخامة المفترض الرئيس الثالث عشر منذ استقلال لبنان عام ١٩٤٣. هل هي مفارقة ماورائية سلبية أخرى تضاف الى مجموعة مفارقات تتراكم وتتزاحم في أفق الاستحقاق الرئاسي الذي لا يعوزه ان يتطير الناس في كل انحاء العالم من الرقم ١٣ المشؤوم؟ وهل يخفى على احد ان احدى اعرق الديموقراطيات في العالم بريطانيا وربما سواها في الدول الاكثر تحضرا تشطب هذا الرقم المشؤوم عن غرف فنادقها؟
هو " سيكون " الرئيس المنتخب الثالث عشر منذ عام ١٩٤٣ في سلالة رؤساء وعهود صنعت تاريخ لبنان الذي تأرجح وتخبط وتمزق وازدهر وارتفع وانحط وتراجع واشتعل واحترب واقتتل واقتتل الآخرون على ارضه ولا يزالون يفعلون واجتيح من العدو الاسرائيلي مرات وحكم باستخبارات النظام السوري وجيشه ووصايته مع الاسد الاب والابن وانتصر على اسرائيل بالمقاومة وعلى الوصاية السورية بالثورة. هو " سيكون " القيم المفترض على كل هذا الارث الثقيل وكذلك على اشد انقسام تاريخي عمودي في مسار جمهورية اقتحمتها لوثة الصراع المذهبي الذي يجتاح الشرق الاوسط ويشلعه ويلهبه. هو " سيكون " الرمز الجامع لما بات يستحيل جمعه بعدما فقدت طائفة الرئاسة ومعها سائر المسيحيين في انطاكية وسائر المشرق الوزن والقدرة والتأثير وبات العامل المسيحي مسألة اقليات مهددة بالاندثار والتناقص والهجرة في زمن استحضار الذمية والجزية في بعض اصقاع هذا الشرق البائس.
الرئيس العتيد الآتي ، سواء انتخب في ٢٥ ايار ام تأخر انتخابه اشهرا بعد انتهاء المهلة الدستورية، يحل الثالث عشر في تراتبية تسلسلية تعاقب عليها منذ ٧١ عاما قبل الطائف وبعده رؤساء حكموا وآخرون استشهدوا وتخللتها حقبات استثنائية من حكومات انتقالية وفراغات رئاسية.
¶ الرئيس بشارة الخوري : ١٩٤٣- ١٩٥٢
¶ بعد انتهاء عهده الحكومة العسكرية اللواء فؤاد شهاب ١٩٥٢.
¶ الرئيس كميل شمعون : ١٩٥٢ - ١٩٥٨.
¶ الرئيس فؤاد شهاب : ١٩٥٨ - ١٩٦٤.
¶ الرئيس شارل حلو : ١٩٦٤-١٩٧٠.
¶ الرئيس سليمان فرنجية : ١٩٧٠ - ١٩٧٦.
¶ الرئيس الياس سركيس : ١٩٧٦- ١٩٨٢.
¶ الرئيس بشير الجميل : ١٩٨٢ اغتيل بعد انتخابه بعشرين يوما.
¶ الرئيس امين الجميل : ١٩٨٢ - ١٩٨٨.
¶ بعد انتهاء عهده شكل الحكومة العسكرية برئاسة العماد ميشال عون : ١٩٨٨- ١٩٩٠ فيما استمرت حكومة الرئيس سليم الحص من ١٩٨٨ الى ولادة الطائف ١٩٨٩.
¶ الرئيس رينه معوض اول رؤساء الطائف ١٩٨٩ اغتيل بعد ١٧ يوما من انتخابه.
¶ الرئيس الياس الهراوي : ١٩٨٩- ١٩٩٨ مددت ولايته ثلاث سنوات.
¶ الرئيس اميل لحود : ١٩٩٨- ٢٠٠٧ مددت ولايته ثلاث سنوات.
¶ بعد انتهاء ولايته تولت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة حتى ايار ٢٠٠٨.
¶ الرئيس ميشال سليمان ٢٠٠٨ - ( ٢٠١٤ ؟ ).


انتخاب... لا انتخاب !



يطل الاستحقاق الرئاسي الذي تبدأ مهلته الدستورية غدا وتنتهي بعد شهرين على مرحلة محفوفة بشتى انواع المحفزات السلبية التي لا تترك لاحتمال انجاز الانتخاب الرئاسي سوى نسبة ضئيلة وضيقة للغاية لا يوفرها سوى تلك الآفة التي طبعت تاريخ الانتخابات الرئاسية اللبنانية منذ نشؤ الجمهورية اي التدخل الخارجي. والحال ان الانتخابات الرئاسية قبل الطائف وبعده لم تكن مرة صناعة لبنانية مئة في المئة الا في مرة نادرة شهيرة عام ١٩٧٠ جاءت بالزعيم المسيحي الزغرتاوي سليمان فرنجية الجد رئيسا بأكثرية صوت واحد ولم تتكرر. دائما كان انتخاب الرئيس اللبناني انعكاسا للظروف الاقليمية والدولية المتحكمة بمصير لبنان بدءا بالنفوذ الاقرب تمددا الى النفوذ الابعد. وتبعا لذلك تناوبت على اختيار الرؤساء اللبنانيين القوى الاقليمية صاحبة السطوة الساحقة على القوى اللبنانية في صراعاتها ومصالحها الاقليمية بالتقاطع او التوافق مع القوى الدولية صاحبة الحل والربط في المنطقة. منذ حقبة ما بعد النتداب الفرنسي الى حقبة الناصرية المصرية الى حقبة دخول النظام الاسدي الى لبنان من ابوابه العريضة وصولا الى ثنائية الصراع الايراني - السعودي الآن لم يتغير حرف في مسار اسقاط الرئيس على القوى الداخلية وغالبا ما كانت الولايات المتحدة وفرنسا تضطلعان بدور العراب الدولي.
في النظرة التاريخية لهذه الآفة التي تطبع بلدا يزهو تقليديا بديموقراطيته ، وهي ديموقراطية عليلة مشوبة بلانظام وبلادولة وبلااصول غالبا ، يغدو النظام الانتخابي الحقيقي للرئيس اشبه بمرور اضطراري ببناء هرم قديم لم تدخله منذ سبعة عقود اي ملامح ترميم وتحديث ونفض. بناء يرسم مسلكا واحدا احاديا يجعل اختيار الرئيس رهينة المرور اولا بتوافق اقليمي ومن ثم دولي ومن ثم داخلي. حتى اشعار آخر لا يبدو استحقاق ٢٠١٤ كأنه بمثابة الثورة التي يحتاج اليها لبنان للتخلص من آفته هذه. ثورة تعيد ديموقراطية الصوت الواحد او اكثر وتقيم لمرة تاريخية سيادة الانتخاب الرئاسي مدماكا ثابتا محترم الجانب للرئاسة اللبنانية رأس هرم الدولة من جهة وصاحبة الامتياز الماسي التاريخي المتميز لكون شاغلها الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي والاسلامي.
تبدلت خارطة اللاعبين الاقليميين والدوليين بعد انهيار سوريا ولم تتبدل العوبة التحكم بمصير الرئاسة ولبنان كلا. صارت اليد الطولى للنفوذ الاقليمي راهنا للجمهورية الاسلامية الايرانية التي تخوض حرب تثبيت نفوذها الاقليمي مع دول الخليج ذات التأثير القوي ايضا وفي مقدمها السعودية. انه العامل الاول الاقوى في ترجيح كفة على اخرى ومرشح على آخر بل في تقرير مصير الاستحقاق واجراء الانتخابات من عدمها. وللمرة الاولى يبدو النفوذ الغربي ولا سيما منه الاميركي في وادي الاولويات البعيدة عن لبنان. مفاد ذلك ان العامل الاقليمي سيكون صاحب السطوة الاقوى تماما كما هي مجريات الحرب السورية التي تلفح لبنان بأقسى انوائها وعواصفها وتداعياتها وانعكاساتها الامنية والسياسية والاجتماعية والمذهبية.


الجمهورية... قيد النظر !



يطل الاستحقاق الرئاسي لـ٢٠١٤ على احدى اشد الحقائق قسوة في تاريخ لبنان من شأنها ان تطرح فعلا مصير الجمهورية لا الرئاسة والرئيس فحسب. جمهورية تغزوها اخطار كيانية لم تعرفها في عز حقبات الحروب الاهلية او حروب الدول على ارضها. رئيس لجمهورية مرشحة لان يصبح نحو ثلث المقيمين على ارضها من غير اللبنانيين. مرشحة لان تصبح جمهورية اللجؤ الاكثر كثافة في العالم. نحو مليونا لاجئ سوري في نهاية سنة الاستحقاق وفق تقديرات رصينة مرعبة ومعهم اكثر من نصف مليون فلسطيني. جمهورية تتنازعها سلطات امر واقع ودويلات ومربعات ذات نزق مذهبي متصاعد مخيف. جمهورية تنتظر رئيسها العتيد على وقع نظام ممزق تتنازعه الانقسامات التي صارت اشبه بعقائد غير قابلة للالتقاء عند اي مفترق. جمهورية لا يزال طائفها ودستورها منذ ابرامه واضعا حدا لحرب الـ١٥ عاما يثير النزاعات والاشكاليات والمصادمات والصدامات لان النظام الحقيقي في لبنان اليوم هو نظام توازن القوى المسلح الساخر بكل النصوص والاعراف والاصول والساحق لمكانة المؤسسات وانتظامها ومن بينها احترام المهل وتداول السلطة. جمهورية مواطنها مهمل متروك لازماته الاجتماعية والحياتية المزمنة لا مكان له في حمأة استشراس الصراع السياسي والمذهبي الساحق. جمهورية تكاد تصرخ جهرا ان لبنان الذي كان انتهى وحل مكانه لبنان آخر لا يشبه والده اطلاقا ولا صلة رحم له به.


مرشحون للرئاسة... للفراغ؟


يطل الاستحقاق ليلهب طموحات مرشحين قدامى وآخرين محدثين وما بينهما من فئة المابين بين او المستقلين ، في رزمة لن تتبلور اسمائها نهائيا الا متى بانت سحب الغموض المتجمعة في افق الانتخابات. غالبا ما كانت المعارك الانتخابية الرئاسية تشتعل قبل اكثر من سنة من موعدها. غالبا ما كانت الاسماء تغرق فضاء السياسة والاعلام شهورا طويلة قبل المهلة الدستورية. انها الان العلامة الفارقة الصادمة التي تأخر معها كل البوح الرئاسي لان المرشحين، زعماء كانوا ام نوابا او سياسيين مستقلين او اصحاب مواقع وظيفية عليا ، كلهم تجمعهم الى الطموح والسباق الى بعبدا خشية متعاظمة متدحرجة من رجحان كفة الاحتراق في استحقاق تغلب احتمالات الفراغ فيه على احتمالات اجراء الانتخابات. ملمح داخلي واحد يخترق انشداد الانظار وشد الاعصاب الآن هو ذلك التصنيف الطالع لمرشح قوي ومرشح غير قوي ومرشح توافقي. من تراه يضبط المعايير ما دام كل طامح وكل فريق يطرح مواصفاته على قياسه في جمهورية تعجز بعد اكثر من عقدين من طائفها عن تفسير فقرة واحدة في مادة دستورية على غرار ما حصل في مخاض صياغة البيان الوزاري للحكومة السلامية؟ وكيف تراهم المسيحيون سيتمكنون من وضع جدول موحد للمواصفات الشخصية والسياسية للرئيس العتيد ما داموا اعجز من ان يفرضوا المعايير الدستورية البديهية للعملية الانتخابية بدءا بالتزام نصاب الثلثين الدستوري للجلسة الانتخابية؟ وهل تراه سيد بكركي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ينجح مع مطالع سنته الثالثة على سدة الكرسي المسيحية الاعظم شأنا وسطوة ومهابة في صناعة اقدار لبنان التاريخية في حمل ابناء الرعية المقتدرين ، زعماء الموارنة المرشحين برمتهم، على شق طريق لبننة الاستحقاق بدءا بفرض فرائض الدستور على انفسهم ومن ثم على الشركاء الاخرين لكي يقال فعلا ان المسيحيين لا يزالون قادرين على استعادة زمام دور طليعي مقدام في حماية النظام اللبناني وحماية الرئاسة المسيحية الرائدة في الشرق العربي وتاليا ان يفتحوا صفحة الدور المفقود في ان يكونوا الملح الذي لا نظام ديموقراطيا من دونه؟
من هم المرشحون الطبيعيون؟ من هم المرشحون الذين يحتاجون الى تعديل الدستور لانتخابهم؟ من هم المرشحون من غير النادي التقليدي؟ كل هذا سيبدأ يغرق المشهد السياسي والاعلامي وتبدأ معه " النهار " من اليوم بفتح ملف رئاسيات ٢٠١٤ بصرف النظر عن احتمالات شديدة الواقعية لا تزال تستبعد حتى اشعار آخر استحقاقا سلسا سياديا ديموقراطيا لبنانيا مئة في المئة يستحقه اللبنانيون الذين باتت الدولة حلمهم الهارب دوما.


[email protected]


معلومات سريعة


¶ الرئيس بشارة الخوري : ١٩٤٣- ١٩٥٢
¶ الرئيس كميل شمعون : ١٩٥٢ - ١٩٥٨.
¶ الرئيس فؤاد شهاب : ١٩٥٨ - ١٩٦٤.
¶ الرئيس شارل حلو : ١٩٦٤-١٩٧٠.
¶ الرئيس سليمان فرنجية : ١٩٧٠ - ١٩٧٦.
¶ الرئيس الياس سركيس : ١٩٧٦- ١٩٨٢.
¶ الرئيس بشير الجميل : ١٩٨٢ اغتيل بعد انتخابه بعشرين يوما.
¶ الرئيس امين الجميل : ١٩٨٢ - ١٩٨٨.
¶ الرئيس رينه معوض اول رؤساء الطائف ١٩٨٩ اغتيل بعد ١٧ يوما من انتخابه.
¶ الرئيس الياس الهراوي : ١٩٨٩- ١٩٩٨ مددت ولايته ثلاث سنوات.
¶ الرئيس اميل لحود : ١٩٩٨- ٢٠٠٧ مددت ولايته ثلاث سنوات.
¶ الرئيس ميشال سليمان ٢٠٠٨ - ( ٢٠١٤؟ ).

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم