الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

عون من "حرب التحرير" إلى "ورقة التفاهم" إلى ...الانفتاح على الحريري

المصدر: -"النهار"
حبيب شلوق
A+ A-

لم يكن الشـاب ميشال عـون يتوقّع عندما قُبل لدخول المدرسة الحربية عام 1955 أي في عز أيــــام الرئيس كميل شمعون ، أن يأتي يوم يجد فيه اللواء فؤاد شهاب نموذجاً للضباط إنطلاقاً من تأسيسه الجيش وشغفاً بوقاره، على رغم إختلاف المعتقد السياسي بينه وبين البيئة الكتلوية الشمعونية التي نشأ فيها هذا الضابط في حارة حريك قضاء بعبدا، كذلك لم يكن يتوقّع ساعة إنضمامه إلى السلك، أن ذاك القائد للجيش سيسلّمه السيف رئيساً للجمهورية عند تخرجه ضابطاً عام 1958 ، وفي يوم من الأيام سيكون الضابط الصغير أحد المرشحين "الأقوياء" للرئاسة، حتى إذا ما وصل، سلّم السيوف إلى ضباط قد يكون أحدهم في يوم آخر رئيساً بعدما وصل قادة عسكريون إلى سدة الرئاسة.


تنقّل عون منذ تخرجه في إختصاص مدفعية من موقع إلى آخر ومن منطقة إلى منطقة، من الحدود الجنوبية حيث كان موقعه خلال حرب 1967، وبعدها إلى صيدا التي خدم فيها طويلاً وغادرها بعد سقوط الدامور عام 1975 ، ثم في مناطق عدة مختلفة، وفي مقدمها تل الزعتر بعدما خبر المخيمات الفلسطينية في تلك المرحلة وخصوصاً في محيط حارة حريك، و"ممارساتها" الشاذة التي رفضها معظم الشعب اللبناني.
وفي معركة تل الزعتر نسج عون علاقة مميّزة مع قائد تنظيم "نمور الأحرار" المهندس داني شمعون ، ونشط مع مجموعة كبيرة من الضباط ضمن "التنظيم" الفصيل العسكري المدعوم من الجيش وتحديداً المخابرات أيام مديرها العميد جول بستاني، ومن المجموعات الكنسية وفي مقدمها الرابطة المارونية والرهبانية اللبنانية المارونية، قبل أن يخضع لدورة تدريبية في المدرسة العسكرية العليا في باريس ، وبعد عودته في 1980 عيّن قائداً لقطاع عين الرمانة، ومن هناك بدأ عام 1982 إنشاء اللواء الثامن في الجيش، وهو اللواء الذي تم تدريبه تدريباً مميّزاً وتسليحه سلاحاً فعالاً ومن ضمن هذا السلاح مدافع ميدان أميركية من عيار155 ملم ودبابات M48 الأميركية أيضاً، والتي جاد بها الأردن في عهد الملك حسين على الجيش.
كذلك بنى عون علاقة جيدة مع قائد "القوات اللبنانية" بشير الجميل وربطتهما صداقة.


معركة بكفيا
وخاض اللواء الثامن بقيادة العماد عون أشرس المعارك ولمع خصوصاً في قطاع سوق الغرب، ثم في طرابلس وفي الدوّار عام 1986 عندما التحمت قوات هذا اللواء وألوية أخرى بقيادة قائد الجيش العماد ميشال عون، مع القوات السورية التي كانت تسعى مع حلفائها إلى الوصول إلى بكفيا مسقط رئيس الجمهورية أمين الجميل الذي أشهر خصومة للنظام السوري وهدّد لاحقاً بقصف دمشق رداً على القصف السوري لمواقع الجيش ولمناطق سكنية، علماً أن معركة الدوّار في أعلى المتن الشمالي حصلت بعد توقيع "الإتفاق الثلاثي" في 15 كانون الثاني بين قادة التنظيمات المسلحة الثلاثة الرئيس نبيه بري (حركة "امل") والنائب وليد جنبلاط (الحزب التقدمي الإشتراكي وتنظيمات "الحركة الوطنية") والنائب السابق ايلي حبيقة (رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية"). كذلك برز القائد ميشال عون في معركة الأشرفية عندما صد الجيش إختراق "قوات لبنانية" موالية لحبيقة منطقة السوديكو في أيلول من تلك السنة.
في هذا الوقت وسّع العميد عون شبكة إتصالاته و"خرج" إلى الضوء إعلامياً وسياسياً وديبلوماسياً و"فتح" على عدد من الديبلوماسيين الأمر الذي أزعج رئيس الجمهورية أمين الجميّل وقائد الجيش آنذاك العماد ابرهيم طنوس، ومدير المخابرات العميد سيمون قسيس. وساهمت شبكة إتصالاته الديبلوماسية إلى حد بعيد في تعبيد الطريق أمامه إلى القيادة ، عندما تم تعيينه قائداً للجيش في جلسة مجلس الوزراء في بكفيا برئاسة الرئيس الجميل وفي حضور رئيس الحكومة رشيد كرامي يوم23 حزيران 1984 واطلاقه شعاره الشهير"جيش قوي للبنان قوي". وكان هذا التعيين بمباركة أميركية فرنسية، وموافقة سورية.


الحكومة العسكرية
وخلال السنتين الأخيرتين لولاية الرئيس الجميل ساءت العلاقة كثيراً بينه وبين النظام السوري برئاسة الرئيس حافظ الأسد، مما زاد تأزم الأوضاع الداخلية وتعذر لقاء القيادات السياسية، كذلك تعذّر الإتفاق على رئيس للجمهورية . وزاد الأمر تعقيداً في أيلول 1988 وتحديداً في 18 منه عندما أبلغ مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الوسط ريتشارد مورفي المعنيين بعد عودته من دمشق نتائج وساطته معها وفيها إنسحاب الرئيس سليمان فرنجيه من معركة الرئاسة التي كان مرشحاً لها، وترشيح "الشيخ مخايل ضاهر توافقياً وحيداً "، و"إما مخايل ضاهر وإما ... الفوضى". و"قامت الدنيا ولم تقعد" وإضطر الرئيس أمين الجميل إلى العودة من زيارة لدمشق مباشرة بطوافة عسكرية للجيش إلى بكركي ، في وقت توافدت قيادات مسيحية إلى الصرح رفضاً للطرح الذي "استهجنه" البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من منطلق "مبدئي" معتبرأً أنه "تعيين" مع "كل مودتي" لضاهر.
ومن الزوّار آنذاك العماد عون الذي وصل إلى بكركي ويده معلقة برباط طبي حول رقبته بسبب كسر في حادث سير خلال قصف استهدف منطقة نهر الموت في المتن الشمالي. وكان عون يومها صارماً في رفضه لأن "الجيش يرفض مبدأ التعيين". وتعثر الرئيس "التوافقي" وفقاً للمنطق السوري، كان "سمناً وعسلاً"بين الجميل وصفير وعون وقائد "القوات اللبنانية"سمير جعجع وجميع "قوى الرفض" المسيحية مدعومة سراً من قوى إسلامية إذ "لا حول ولا..."
وإضطر الجميل في الساعات الأخيرة للولاية إلى تشكيل حكومة عسكرية برئاسة العماد ميشال عون في 22 أيلول1988 بعد إعتذار النائب بيار حلو عن المهمة وإلتفاف "جيش الشرقية" وبعض "ضباط الغربية" وجنودها حول قائدهم وحصول ضغوط كثيرة . لكن هذه الحكومة لم تعمّر طويلاً إذ استقال "وزراؤها" المسلمون اللواء محمود طي أبو ضرغم ( درزي) والعميد لطفي جابر (شيعي) والعميد هشام قريطم (سني)، فاعتبرها البعض "شرعية" والبعض الآخر "غير شرعية" فيما اعتبرها العميد ريمون إده شرعية واعتبر حكومة الرئيس سليم الحص دستورية ... و انتقل العماد عون رئيس الحكومة إلى القصر الجمهوري وكان أول رئيس عسكري لحكومة انتقالية في تاريخ لبنان "ينعم" بقصر الرئاسة لنحو سنة، واصدر مرسوماً بعد إعلان اتفاق الطائف حل بموجبه مجلس النواب في 4 تشرين الثاني 1989 لأن النواب"أرسلناهم إلى الطائف وأعطيناهم فرصة للسلام، فعادوا بصك استسلام".
وكان عقد مؤتمر تونس في 2 شباط 1989 بمشاركة عون ،وصار فيه بحث في الوضع اللبناني وسبل الحل ،إشتعلت على أثره الحرب في المناطق الشرقية في ما سمي"حرب الإلغاء" ضد "القوات اللبنانية"التي كانت لا تزال محافظة على سلاحها ، بعد إنحسار قوة "الأحزاب الوطنية" بانسحاب القوات الفلسطينية "جيش المسلمين" بقيادة ياسر عرفات من لبنان على أثر الإجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 ، ودارت معارك ضارية استمرت أشهراً وحصدت آلاف القتلى .
ثم أعلن العماد عون "حرب التحرير" من الجيش السوري الذي "يحتل لبنان"، مشيرأً إلى أن "معركة التحرير بدأت ... ووقف النار سيكون مع الدولة السورية"، وغالى في مهاجمة الرئيس السوري حافظ الأسد شخصياً(...) وأضاف أنه "هز المسمار" وأن القوات السورية ستنسحب. وحصلت حرب المرافئ في وقت بدأت القوات السورية التحضير لـ"اخذ ثأر" ورد إعتبار، وكان لها ما أرادت في 13 تشرين الأول 1990 عندما شن الطيران الحربي السوري من طراز"سوخوي" بتغطية من رئيس الجمهورية الياس الهراوي الذي انتخب رئيساً بموجب اتفاق الطائف والقائد الجديد للجيش العماد إميل لحود، وبغض نظر من إسرائيل، غارات جوية على مواقع عون والقصر الجمهوري "آخذة في طريقها" مبنى المعهد الأنطوني في بعبدا ومدرسة الجمهور، ولجأ العماد عون بعدما أعطى أوامر للجيش الذي يأتمر بأمرته بتلقي الأوامر من العماد لحود، إلى السفارة الفرنسية في الحازمية ومنها إلى بارجة في عرض البحر ثم إلى "فيلا غابي" في باريس ومنها إلى "الهوت ميزون"حيث مكث نحو 15 عاماً عاد بعدها ليقود تكتلاً نيابياً هو التكتل المسيحي الأكبر. أما القوات التي كانت بأمرة عون فنالها الكثير من التنكيل وعبثت القوات السورية بمستندات في وزارة الدفاع بعد دخولها اليها واحتجزت ضباطاً وعسكريين ونكّلت بآخرين بعد نقلهم إلى دمشق، ولا يزال بعض من العسكريين غير معروف المصير.


"شعب لبنان العظيم"
في السياسة أدى العماد عون دوراً بارزاً فجمع مناصريه "شعب لبنان العظيم" الذين كانوا يتحلـّقون حوله في "قصر الشعب"، وأسس "التيار الوطني الحر" واستطاع استيعاب أعداد من الأحزاب ذات الطابع المسيحي وخاض مع مجموعة من المرشحين انتخابات حزيران2005 بعد شهر من عودته الى بيروت في 7 أيار التي تلت انسحاب الجيش السوري في 26 نيسان من العام نفسه على أثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، وحصد عدداً كبيراً من النواب ،منطلقاً من معارضته الطائف وموقفه الشهير من هذا الإتفاق الذي أعلنه في "النهار" يوم 9 آذار 1990 وهو أن "الحل يمكن أن يكون الطائف زائداً فاصلة، أو شيئاً جديداً تماماً".
وعلى رغم زيارته ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في طريقه من المطار إلى منزله، و زيارته في وقت لاحق قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع في سجن وزارة الدفاع، بدأ ذاك "الود" بينه وبين أركان "ثورة الأرز" يتلاشى مع كشف وساطة قام بها الرئيس لحود عبر نجله النائب السابق إميل ، والمحامي كريم بقرادوني، وشبه الإقتناع الذي ساد قادة 14 آذار وجمهور "ساحة الحرية" بأن ثمة "صفقة" باركتها سوريا أثمرت هذه العودة. وزاد في هذا الإقتناع بعد "تفرّق العشاق"، اللقاء الذي عقده عون مع الأمين العام لـ"حزب الله" في 6 شباط 2006 في كنيسة مار مخايل في الشياح، وإعلانهما "ورقة التفاهم"بين "التيار" و"حزب الله" وهي ورقة في رأي "قوى 14 آذار" غطت الحزب مسيحياً واعتبرت فيها أن عون "نقض تاريخه المناوئ للميليشيات وعداءه الواضح لكل بندقية غير شرعية، هذا العداء الذي انطلق منه لإعلان الحرب على القوات عام 1989 ".
وأسست الورقة لتحالف انتخابي عريض على حساب "التحالف الرباعي"، وترافق "التيار" مع "الحزب" وحلفائه في انتخابات 2009، الأمر الذي مكّن العماد عون من ترؤس الكتلة النيابية المسيحية الأكبر في مجلس النواب. أما انفتاحه على سوريا والذي توّجه بزيارة دير مار مارون في براد في عيد شفيع الموارنة، فيبرره بأن لا مشكلة عنده مع النظام السوري ما دامت قواته خرجت من لبنان،وأن الزيارة تهدف إلى تعزيز الوجود المسيحي المشرقي.
وإذا كان الأطراف الآخرون يرون في التحالف "تغطية" مسيحية لـ"حزب الله" وسلاحه في الداخل وإنطلاقه من هذا الزخم لاحقاً للمشاركة في الحرب في سوريا، فإن أوساط عون ترى فيه نزعاً لفتيل التوتر وعدم الإصطفاف المسيحي جماعياً في موقع واحد من دون فاعلية.
الجنرال عون أحد المرشحين الأقوياء للرئاسة نظراً إلى الكتلة النيابية الواسعة التي يترأسها والقرار الوزاري الذي يؤثر فيه، لا يرى ضيراً في متابعة الأحداث في سوريا "إذ لا أحد ينسى أن الجغرافيا هي التي تصنع السياسة"، كذلك هو لا يجد ضيراً في انفتاحه على الرئيس سعد الحريري الذي التقاه في روما ثم في باريس في غضون يومين،ولا في انفتاحه على النائب وليد جنبلاط.
في السياسة كل شيء يحصل. فهل يثمر انفتاحه تأييداً حريرياً وجنبلاطياً لرئاسته؟
البعض متفائل، والبعض الآخر يرى استحالة في ذلك لألف سبب وسبب. إنها مسألة أيام أو أشهر، ومَن يعش يرَ. و"الله مع الصابرين إذا صبروا".


[email protected]


سيرة ذاتية


- من مواليد حارة حريك – الضاحية الجنوبية (قضاء بعبدا) 1935. والده نعيم عون، والدته ماري.
- تلقى علومه الابتدائية والثانوية في معهد الفرير في الجميزة. يتقن خمس لغات هي: العربية، الفرنسية، الانكليزية، الاسبانية، الايطالية.
- دخل المدرسة الحربية في 1/ 10/ 55 وهو في العشرين من العمر.
- تزوج في 30/ 11/ 1968 من ناديا الشامي من زحلة ولهما ثلاث بنات هن: ميراي متأهلة من روي الهاشم، كلودين متأهلة من العميد شامل روكز، شانتال متأهلة من الوزير جبران باسيل.
- تدرج في عدة قيادات من أمرة فصيلة حتى امرة كتيبة وأمرة لواء.
- تولى قيادة قطاع عين الرمانة وبعبدا من نهاية العام 1980 حتى نهاية العام 1982. في ذلك التاريخ بدأ انشاء اللواء الثامن في الجيش وتدريبه. امضى معظم خدمته العسكرية في اطراف لبنان من عكار الى البقاع الى الجنوب.
- اصيب مرات وهو يحمل مجموعة “اوسمة الحرب”.
- اصغر قائد للجيش اللبناني.
- ترأس الحكومة العسكرية في نهاية عهد الرئيس امين الجميل عام 1988.
- خاض حرب الالغاء ضد “القوات اللبنانية” و”حرب التحرير” ضد “القوات السورية” وانسحب نتيجتها الى السفارة الفرنسية ومنها الى باريس. عاد عام 2005 ليترأس اكبر كتلة نيابية مسيحية في مجلس النواب.


محطات


ورقة التفاهم مع "حزب الله"


تضمنت "ورقة التفاهم" تركيزاً على "الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة وانتخاب اللبنانيين المنتشرين وطي صفحة الماضي وبناء دولة عصرية وإقامة علاقات لبنانية سورية صحيحة من خلال استخلاص عبر ودروس لتلافي ما علق بها من أخطاء".


حكومتان لا حكومة


كلّف الرئيس الجميل العماد عون تشكيل حكومة عسكرية من أعضاء المجلس العسكري، إلا أنها لم تعمر لأن الوزراء المسلمين فيها استقالوا تحت ضغط الشارع، وتمسك الرئيس سليم الحص بحكومته معتبراً أنها الحكومة الدستورية، في وقت اعتبر العماد عون أن حكومته هي الدستورية وعاش لبنان في ظل حكومتين نحو سنة.


كتب ماو تسي تونغ



في مفهوم العماد عون المميّز في إطلاق الشعارات الشعبوية والهاوي المطالعة والمتأثر جداً بكتب الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، منذ "يا شعب لبنان العظيم"، أنه "يجب أن يبقى الوطن لتبقى الرئاسات"، وأن "الحياة خارج إطار الحرية شكل من أشكال الموت"، و"الصلاة في ظل الإحتلال خطيئة إن لم تكن لإزالة الإحتلال"، و"لبنان لا يحكم من دمشق كما لا يحكم من بيروت ضد دمشق"،وهو "يجب أن يكون إلى طاولة المفاوضات لا على الطاولة".


في السجون



تعرّض أنصار العماد عون كما أنصار كل الأحزاب المسيحية لمضايقات من الحكم الحليف لسوريا بسبب مناداتهم بخروج سوريا من لبنان، وزجّ كثيرون منهم في السجون، ولا يزال بعض الأهالي ينتظر عودتهم حتى اليوم... وقد أثار وزير العدل اللواء أشرف ريفي هذه القضية قبل أيام.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم