الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

خلط أوراق في المنطقة ولبنان؟

علي حماده
A+ A-

انتهت السنة الماضية على وقع تصعيد امني داخلي كبير تمثل باغتيال مستشار الرئيس سعد الحريري والوزير السابق محمد شطح في وضع النهار، وهو في طريقه الى حضور اجتماع في "بيت الوسط". يومها اتهم "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار "حزب الله" بالجريمة، ولا يزال الاقتناع راسخا في "تيار المستقبل" من رئيسه الى اصغر عنصر فيه بأن "حزب الله" "قتل محمد شطج، بل انه يقف خلف جميع الاغتيالات بدءا من محاولة اغتيال مروان حماده في الاول من تشرين الأول 2004 حتى محمد شطح، قرارا او تنفيذا، او اشتراكا في القرار والتنفيذ في آن واحد. في نهاية 2013 بلغ التوتر مستويات خطيرة للغاية، وخصوصا بعدما تعرضت مناطق نفوذ "حزب الله" لعمليات تفجيرية أتت على خلفية تورطه في القتال في سوريا، الامر الذي استدعى ردا متزامنا مع زيادة التوتر المذهبي في سوريا ولبنان.
في مطلع 2014 حصلت مفاجأة تمثلت في تحرك قطار تشكيل الحكومة اللبنانية مجددا وبنار قوية، بناء على اشارات تلقتها أكثر من عاصمة مصدرها طهران وذراعها في لبنان (حزب الله) مما ادى الى احياء عملية التأليف. وعلى الرغم من انطلاق المحاكمات في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في لاهاي، لم يتوقف مسار الحكومة الذي أدى الى عودة ألد "الاعداء" ("تيار المستقبل" و"حزب الله") في حكومة واحدة. أحدث الامر هزة داخل قواعد الفريقين وحلفائهما، اذ ان المسألة اعتبرت بمثابة تراجع كبير عن "ادبيات" كل منهما و" البروباغاند". فلا "تيار المستقبل"، العمود الفقري لقوى 14 آذار التزم روحية خطابه السياسي في الاعوام الثلاثة الماضية، فقبل الجلوس مع "حزب الله" في حكومة واحدة بعد ايام على اغتيال محمد شطح، وبالتزامن مع انطلاق محاكمات عناصر تابعة للحزب متهمة بجريمة اغتيال رفيق الحريري، ولا "حزب الله" التزم روحية خطابه و"البروباغاندا" التي ألصق من خلالها بالفريق الآخر تهم العمالة لاسرائيل واميركا و"الداعشية" و"التكفير"، ولا حتى منطق انقلابه على حكومة سعد الحريري في كانون الثاني 2011. تراجع الفريقان وأصابتهما في لحظة اقليمية – محلية" "سهام" التهدئة والتعقل. اهتزت قوى 14 آذار، واعلن حزب مسيحي اساسي فيه (القوات اللبنانية) البقاء خارج اي تشكيلة حكومية، فيما اهتز فريق "8 آذار" ولفّت العديد من اركانه مراراة كبيرة، فضلا عن فئة كبيرة من جمهوره الذي اعتاد على الغلبة في الامن والسياسة، فاذا به يعود الى بديهيات السياسة اللبنانية التقليدية بتوازناتها التي لا تطاح بسهولة.
ابتلع جمهور الفريقين طعم السياسة الباردة بصعوبة، لكنهما ابتلعاه. واليوم على الرغم من التجاذبات في البيان الوزاري، ثمة من قال لي هنا في باريس: "ان من استولد هذه الحكومة، سيستولد بيانا وزاريا. "أضاف الشخص الفاعل جدا لبنانيا: "ان من اجلس سعد الحريري وميشال عون سينتخب رئيسا جديدا للجمهورية برضى الجميع لبنانيا، والاهم دوليا واقليميا، واكثر السيناريوات غرابة قد يصير حقيقة متى تلاقت ارادات صناع الواقع اللبناني، وهم ايران والسعودية واميركا!".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم