الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

كفى تكاذباً

علي حماده
A+ A-

ليس صحيحا ان الغارة الاسرائيلية الاخيرة على احد مواقع "حزب الله" على الحدود اللبنانية - السورية قد صب في طاحونة من يزعمون ان ثمة "مقاومة" في لبنان. لقد انتهى ما يسمى "مقاومة" منذ سنوات طويلة. وانفض كل اجماع حوله، وتحول سلاح هذه الفئة الى سلاح ميليشيوي فتنوي بامتياز، وصار يمثل تهديدا اولا لكل اللبنانيين في حياتهم وامنهم ومستقبلهم بدءا من البيئة الحاضنة التي بدأت تدفع ثمنا لسياسات التهوّر والمكابرة والغرور التي ينتهجها "حزب الله" تنفيذا للاجندة المعروفة.
وكما ان الغارة الاسرائيلية لم تنعش فكرة ما يسمى: "المقاومة"، فإنها لم تنتج اي احساس بالتعاطف في كل البيئات، واحساسا بأن لبنان نفسه هو المستهدف، على ما زعم بيان لـ"حزب الله" صدر بعد يومين من الغارة. لم يعد اللبنانيون يشعرون بأن ما يصيب "حزب الله" يصيبهم. حتى لو كانت اسرائيل هي الطرف الآخر في المعادلة. هذه حقيقة نلمسها في اذهان ملايين اللبنانيين الذين يضعون اسرائيل و"حزب الله" في المرتبة نفسها، تماماً مثلما يشعر ملايين السوريين الذين يرون كيف يتورط الحزب المذكور بدماء الناس على الارض من دون ان يرف له جفن. والسوريون يذهبون ابعد من اللبنانيين بعد كل ما ذاقوه من ارتكابات "حزب الله" واضعينه قبل اسرائيل كمصدر تهديد.
نقول هذا بكل صراحة، وبعيدا عن لغة التكاذب التي يتميز بها بعض الساسة اللبنانيين: لا تعاطف مع "حزب الله". والغارة التي حصلت هي شأن اسرائيلي - ايراني لا علاقة للبنان به. وبناء عليه ليس معقولا ان يقدم لبنان الرسمي بناء على توجيهات وزير الخارجية الجديد شكوى ضد اسرائيل بسبب الغارة على تنظيم مسلح غير شرعي يقاتل في سوريا، ويقتل لبنانيين في لبنان، فيما لا يقدم لبنان شكوى ضد النظام في سوريا على اعتداءاته المتكررة ضد الاراضي اللبنانية وآخرها يوم امس في عرسال. لا فرق بين اسرائيل ونظام بشار الاسد. ولا تضامن مع "حزب الله" الخارج على القانون، والمعتدي على الدولة، وعلى النظام قبل ان يسلم سلاحه الى الدولة، ويحل جناحه المسلح العسكري - الامني.
وعليه فاننا نشدد على امرين بالنسبة الى البيان الوزاري العتيد:
١- المطلوب من ممثلي الخط الاستقلالي رفض ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" التي ماتت، ايا تكن النتائج.
٢- لا بيان وزرايا لا يذكر فيه "اعلان بعبدا" بوصفه نصا مرجعيا لسياسة مطلق اي حكومة. وبالتالي على الوزراء الاستقلاليين، ومعهم ممثلو رئيس الجمهورية التمسك بـ"اعلان بعبدا" لادراجه نصا كاملا وصريحا في البيان، وإلا فلا بيان ولتسقط الحكومة.
إن اي تنازل اضافي يقدمه الاستقلاليون سوف يسجل عليهم. واي تراجع جديد سوف ينعكس على ملايين اللبنانيين الذين يقولون كفى تنازلات سوف تورث للاجيال القادمة. ولنقلع عن الكلام السخيف الذي يقول ان اللغة العربية غنية ومطاطة. كفى تكاذبا على بعضنا البعض.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم