الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"وثيقة بكركي" بياناً حكومياً!

علي حماده
A+ A-

اما وقد ولدت الحكومة بعد مخاض عسير، و بعدما استطاعت قوى ١٤ آذار التي قبلت المشاركة ان تأتي بتمثيل جيد مقارنة مع حكومات سابقة، و لا سيما ان ولادة الحكومة لا تحل ايا من المشاكل و الازمات العالقة، بل انها في احسن الاحوال تخفف قليلا من الاحتقان، فإنها ستكون بمثابة الاختبار الكبير بين القوى المتواجهة في لبنان حول الخيارات الكبرى.
نعم ان هذه الحكومة هي حكومة الاختبار الكبير للجميع: انها اولا و قبل اي شيء اخر اختبار للاستقلاليين الذين ارتضوا ان يجلسوا الى طاولة واحدة مع "حزب الله" بالرغم من تورطه المستمر في سوريا، و يقين الجميع من تورطه في جميع عمليات الاغتيال من الاول من تشرين الاول ٢٠٠٤ و الى كانون الاول ٢٠١٣. و لذلك نقول اننا في انتظار البيان الوزاري الذي نأمل ان يدفن ثلاثية " الجيش والشعب و المقاومة"، لتبقى مهمة الدفاع عن الوطن منوطة بالقوى الشرعية وحدها دون سواها. حتى لو بقي "حزب الله" متمسكا بسلاحه غير الشرعي بالقوة، فالمهم ان تسحب كل شرعية من كل سلاح خارج الدولة. و اذا لم يخضع سلاح الحزب للدولة و القانون فإنه على الاقل يكون سلاحا غير شرعي.
الامر الآخر الذي ننتظره، متصل حكما بسلاح "حزب الله" غير الشرعي، و هو تضمين البيان الوزاري النص الكامل لـ"اعلان بعبدا" الذي ينص ليس فقط على النأي بلبنان عن الازمة السورية، بل انه يصل عمليا الى الحياد الذي يعتبر امرا حيويا لبقاء الكيان اللبناني و نجاته من الاعاصير التي تضرب المنطقة راهنا. و "اعلان بعبدا" يجعل تورط "حزب الله" في سوريا عملا غير شرعي لا يمكن الحكومة الحالية ان تغطيه شأن " الحكومة المسخ "السابقة. و انطلاقا من هذا المعطى، يمكن الدفع بنص "وثيقة بكركي " الاخيرة التي ذهبت ابعد من "اعلان بعبدا" و قد حصلت أقله في المواقف معلنة على تأييد كل القوى المسيحية، و خصوصا "التيار الوطني الحر" الذي اعلن رئيسه انه يؤيده مئة في المئة. من هنا لا بد من اختبار موقف "التيار الوطني الحر" من خلال المطالبة بأن يكون نص الوثيقة جزءا من البيان الوزاري.
بناء على ما تقدم، نطالب بأن تعتمد "وثيقة بكركي " كاملة مع "اعلان بعبدا" للجزء السياسي من البيان الوزاري.
لقد اثبتت ولادة الحكومة السلامية فشل انقلاب كانون الثاني ٢٠١١، و اثبتت ان "حزب الله" و ان يكن في امكانه تخريب البلد، فإنه لا يسعه ان يبتلعه. و اثبتت في ما اثبتت هذه الولادة، و بهذا الشكل لمن يهمه الامر، ان لا "حزب الله" و لا قاتل الاطفال في سوريا يمكنهما تفريخ شرعيات مفتعلة لمحاولة وراثة دم رفيق الحريري. فهذا الدم اثقل بكثير مما يعتقده بعض الذين توهموا في كانون الثاني ٢٠١١ ان في وسعهم بناء شرعية بسلاح "حزب الله".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم